مستل من كتابنا الكورد الفيليون الامس والغد جمال حسن المندلاوي
الفصل الاول :
ان اقدم ذكر لتسميه ( فيلي/feylee ) ،حسبما هو شائع من لفظ في الوقت الحاظر، قد
ورد في التاريخ الغياثي، للمؤرخ العراقي عبد الله بن فتح الله البغدادي المتوفي
سنه 891ه /1486م *.
إن كلمة فيلي أو بيلي "ثةيلى بالإملاء الكوردي" مرخّمة أي
مختزلة من پهلوي "بفتح الباء المثلثة، التي تشبه في نطقها حرف P
في اللغة الإنكليزية، وسميناها بالباء المثلثة! لوجود نقاط ثلاثة تحتها حسب،
الإملاء الكوردي، وسكون الهاء، وفتح اللام، وسكون الواو والياء".
يقول
المؤرخ الفاضل، الأستاذ زبير([1])
بلال إسماعيل:-
"وكذلك
الحال بالنسبة إلى اللهجة الفيلية، لأن كلمة "فه يلى بالإملاء الكوردي"
فيلي بالإملاء العربي التي أصبح فيها حرف الباء فاءاً، والهاء ياء، وفق قواعد
تبديل الأصوات في اللغات الإيرانية، أصبحت إسماً لـ"اللور" الفيلي، وقد
إشتقت من كلمة "ثةيلى،
ثةرتى"
القديمة، التي هي إسم الپارثيّين الاشكانيّين." إنتهى.
ملاحظة
هامة: لم يردّ في هذا المقتطف المستل من كتاب اللغة الكوردية لزبير بلال إسماعيل
عبارة فةيلى بالإملاء الكوردي، وعبارة
فيلي بالإملاء العربي، بل وردت، الكلمة لوحدها، وبهذا الشكل " فةيلى" مكتوبة بحسب الخط أو الألفباء
الكوردي، وما فعلناه بإضافة هاتين العبارتين، وهما "فه يلى بالإملاء الكوردي،
وفه يلى بالإملاء العربي" كي نوضح هذه العلامة أو الكلمة التي قد يُخطئ في
تهجئتها القارئ، فأرجو الانتباه.
كما
يقول الكاتب، والأديب الكوردي المعروف مسعود محمد في كتابه القيم "لسان
الكورد"([2]):-
"الثابت
في أمر هذه اللغة "أي اللغة الپَهلوية" أن إسمها جاء من أصل أقدم،
وردَ في الكتابات الفارسية القديمة على صورة "پـَرثوه" بفتح
الباء الفارسية، وسكون الراء، وفتح الثاء، والواو، وكان يُطلق على منطقة خراسان
اليوم".
كما
يضيف الأستاذ مسعود محمد([3])
في مكانٍ آخر، من نفس المصدر:- "الپهلوية محرفة من الپرثوية" إنتهى.
ويقول
المؤرخ زبير بلال إسماعيل، بنفس هذا الخصوص ماهو نصه:-
"پارثيا،
أو پرثوه: لقد تطورت([4])
هذه الكلمة، وأصبحت پهلوسرتو، پهلوي، فهلوي".
على
كلّ حال، لقد شاعت لفظة پهلوي-فهلوي منذ زمن اليونان المعاصرين للپرث أو الپارث
إلى زمن الدولة الساسانية، وحتى الفتح العربي الإسلامي، وإلى فترات متأخرة من بعد الفتح
الإسلامي. يقول نفس الكاتب "مسعود محمد" في المصدر السابق "لسان
الكورد" ماهو آت:-
"وعلى
حسب حكم القياس([5])
المذكور، تكون الپهلوية، ذات صفة وسطى من فترة الحكم الاشكاني، والساساني، وحتى
الفتح الإسلامي، وذات صفة حديثة، من الفتح الإسلامي. إلى أزمان سقطت بعدها من
الاستعمال؟!" إنتهى.
ورغم
إننا تطرقنا إلى ذكر إصطلاح "پهلوي" كلفظ وليس "كلغة" إلا أن
المتعارف عليه لدى كل مطلعٍ لبيب، أن تداول أي لغة لايتم دون ذكر إسمها، أو دون
إطلاق إسمها عليها. فاللغة الپهلوية التي شاعت في عهد الپرث الاشكان، وفي زمن
الفرس الساسانيّين، وإلى مابعد الفتح الإسلامي حملت لقبها وعنوانها معها، فظل لفظ
"پهلوي" كاصطلاح، وعنوان معروفاً عموماً بعد الفتح الإسلامي إلى أن سقط هذا
الاسم، من الاستعمال باندثار اللغة التي تحمل الاسم نفسه.
وربما
يقول قائل:- "كيف تطوّر اللفظ من پهلوي إلى فهلوي، أي كيف لُفظ حرف الباء
المثلث كما أوردنا في هذا الاسم، فاءاً؟
الجواب:-
إن
قلب الباء المثلثة "الباء الفارسية، التي تشبه في نطقها حرف P
في الإنكليزية" إلى فاء، أمر شائع في اللغة الفارسية نحو:-
1-
دسپول: تُقلب إلى دسفول؛ إسم مدينة
معروفة في شمال إقليم الأحواز "خوزستان" ومعنى الاسم جسر القلعة، وقد
سماها العرب في القرون الوسطى "قنطرة القلعة"([6]).
2-
پولاد: تقلب إلى فولاد "أقوى أنواع
الحديد، وفي العربية بلفظ فولاذ" وفي الكوردية (پووڵا
- پۆڵا).
3-
پراويز: تقلب إلى
فراويز "حاشية، هامش" أو إطار، أو برواز.
4-
پهرست: تقلب إلى فهرست "محتوى،
محتويات".
5-
سپى: تقلب إلى سفيد "اللون
الأبيض".
إن لفظ الباء المثلثة "أي الباء
المعجمة" فاءاً، هو الأكثر شيوعاً في اللغة الفارسية كما يظهر من المقارنة
أعلاه. مما يدل أن لفظ فهلوي من أصل "پهلوي" جاء إقتباساً عن الفرس في
تداول هذا الاسم بهذا الشكل.
عدا كون العرب أنفسهم، وفي كثير من الأحيان
يلفظون حتى صوت الحرف باء (الباء الموحدة، أي باء تحتها نقطة واحدة) فاءاً في
أحيان كثيرة جداً نحو:-
خربشة تلفظ في أحيان كثيرة خرفشة، جيب
القلب تلفظ في أحيان كثيرة جيف القلب، الأبلج تلفظ في أحيان كثيرة الأفلج،
يختبئ تلفظ في أحيان كثيرة يختفي، يقصب "أي يقطع"
تلفظ في أحيان كثيرة يقصف، يبيح الدم، تلفظ في أحيان كثيرة يفيح
الدم.. إلى آخره.
يورد هذه الأمثلة القيمة التي ذكرناها
أعلاه، الأستاذ عبد الحق فاضل في كتابه الشهير، والخالد تاريخهم من لغتهم([7]).
كما يقول محمد التونجي([8])،
أستاذ اللغة الفارسية، وآدابها في جامعة دمشق (في ستينيات القرن العشرين) بهذا
الصدد:-
"ولغة
هذه المرحلة، هي مرحلة اللغة الپهلوية، أو كما يسميها العرب الفهلوية.."
إنتهى.
ومصداقا لقول محمد التونجي ،
في كون ان قدماء العرب ، كانوا يطلقون على اﻠ ( پهلَوية )، مسمى
الفَهلَوية ، نقرا في تاج العروس للعلامة
الزبيدي ([9])، المتوفي سنة 603 هجرية / 1205 ميلادية نقرا :
((
فَهلة معرب پهلَه ... اسم يقع على خمسة بلدان ... )) انتهى الاقتباس .
- و يحسن بنا ان نشير، الى اقرار الباحث العراقي،
المعروف ( علي ثويني ) بهذه الحقيقه ايضا ،حيث يقول في كتابه الشيق / الالسنه
العراقيه ص237 ، بغداد 2013 م :- (( والعرب تقلب الباء {P} الى فاء ، فاﻠپهليه تنقلب الى فهليه ، ثم فيليه )) انتهى الاقتباس.
إذن
على هذا الأساس، قلبت كلمة پهلوي إلى فهلوي، ولاشك بأن لفظ فهلوي بعد أن تداوله
الكورد في لورستان "الجانب الإيراني من الكوردستان
قلعة
الموت، او فلك الافلاك في كوردستان الشرقية. من الصروح
التاريخية المطلة على مدينة خرماباد مركز محافظة
لرستان.*
الجنوبي"
وفي المناطق الكوردية المحاذية في العراق لإقليم لورستان، لفظوه بشكل فيلوي، أي
بقلب الهاء في فهلوي إلى ياء في فيلوي.
ومن
الأمثلة على ذلك بين اللغتين الفارسية، والكوردية وبالأخص الفيلية مايلي من أمثلة
لاحظ:-
اللفظ
الفارسي
|
اللفظ
الكوردي
|
بَهستون
|
بيَستوون "إسم منطقة
قريبة من كرمنشاه"
|
سپهَر
|
سثيَر "إحتياط، بديل"
|
تَنها
|
تةنيا "وحيد،
بمفرده"
|
مهمان
|
ميَمان "ضيف،
ضيوف" ترادفها كلمة ميوان
|
پَهن
|
ثيةن "عريض،
واسع" ترادفها كلمة پان
|
وعلى نفس هذه الشاكلة، من قلب الأصوات
بين اللغتين الفارسية والكوردية، قُلبت كلمة فهلوي إلى فيلوي في اللغة الكوردية،
أما قلب فيلوي الكوردي في لفظه إلى فيلي، فقد جاء من تكريد الكلمة المرادفة لكلمة
فهلوي، وهي كلمة "فهلي".
حيث
نقرأ في مختلف المصادر العربية، والإسلامية قديماً من أن "فهلوي إسم منسوب
إلى فهلة"؟!! فمن الناس من لفظ (فهلة) عند التنسيب بشكل "فهلي"؟
فكما لفظوا إسم فهلة بشكل فهلوي بإضافة الواو، والياء للنسبة كما في أسامي،
والقاب:-
موصلي-
مصلاوي([10])،
حلي- حلاوي، بصري-بصراوي، بدري-بدراوي، فتلي-فتلاوي، جعبي-جعباوي إلى آخره.
فإن
نطق فيلوي بلفظ فيلي، جاء من تكريد الكلمة المرادفة لكلمة فهلوي، وهي فهلي- أي
تكريدها بشكل فيلي- بتحويل الهاء في فهلي إلى ياء في فيلي.
كما
ان اقدم المصادر المتاحة بين ايدينا حول لفظ كلمة فيلي بشكل فهلي او پهلي هي
شاهنامة الفردوسي ([11])
وهو من ابناء القرن الرابع الهجري التاسع الميلادي، حيث يذكر الاستاذ زكي جعفر
الفيلي([12])
: (( وهو شاعر (يقصد المؤلف بذلك الشاعر الفردوسي) ([13])
من القرن التاسع الميلادي أيضاً ، يبين أصل الكورد وتاريخهم ، وامجادهم وشعرائهم
رغم أن هناك شاهنامة للكورد ، وكتب الفردوسي عن ملوك وعظماء الشخصيات الكوردية
واظهر الكثير من بطولاتهم يقول في معرض تجمع جيش (سبارش)
كزين
كردان نا وراران سوار دليران جنگى ده دوهزار
هم
از پهلى- فارس- كوچ – وبلوچ از گيلان
جنگى
و ده شت سروج
وترجمة
النص الى اللغة العربية، اختار من بين هؤلاء الفرسان المشهورين الفين وعشرة من
المقاتلين البواسل من (الپهليين) والفرس، والقفص والبلوش، مقاتلين من گيلان
ومن سهل السروج)) انتهى.
وبدأ
الناس على الأغلب بلفظ كلمة "فهلي" وتناسوا كلمة "فهلوي" في
أواخر العصر العباسي، وأوائل العهود المغولية، والجلائرية "فترة العصور
المظلمة".
ويدلنا
على ذلك ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان في حدود سنة 625هـ/1227م، وهي السنة
التي وضع فيها كتابه معجم البلدان كما مر، يقول صلاح الدين المنجدّ([14]):-
"وفي
حلب فرغ ياقوت، من مسودة كتابه معجم البلدان سنة إحدى وعشرين، وست مئة، فأهداه
بخطه إلى خزانة الوزير القفطي، ثم أعاد تبييضه سنة خمس وعشرين وست مئة".
ومن
هذا المقتطف([15])،
نعلم أن السنة الفعلية لوضع مبيضة الكتاب هي 625هـ/1228م.
وننقل
بدورنا ماكتبه "ياقوت الحموي" عن لفظ فهلوي في كتابه معجم البلدان، في
الأسماء التي تبدأ بحرف الفاء حيث نقرأ:-
"فهلو
"بالفتح ثم سكون، ولام، ويقال فهلة؛ قال حمزة بن الحسن الأصفهاني في كتابه
التنبيه على حدوث التصحيف كان كلام الفرس قديماً، يجري على خمسة ألسنة، وهي:-
الفهلوية، الدرية، والفارسية، والخوزية، والسريانية. فأما الفهلوية فكان يجري بها
كلام الملوك في مجالسهم، وهي منسوبة إلى فهلة".
من
هذا المقتطف المدون في حدود سنة 625هـ/1227م نعلم أن الناس في ذلك الوقت كانت
تعلم، لاسيما لدى مثقفيهم بأن فهلوي إسم منسوب إلى فهلة، وبدلاً من أن يقولوا
فهلوي يتداولون عوضاً عنها كلمة "فهلة" هذا من جهة.
ولو
أردنا أن ننسب شخصاً ما إلى بلاد فهلة "كوردستان قديماً" لقلنا
"فهلي". ومن أن الكورد بعكس الفرس قد لفظوها "فيلي" لأن حرف
الهاء في اللغة الكوردية، ومنها اللهجة الفيلية غير موجودة، أو تكاد أن تكون
نادرة، ويستعاض عنها لفظاً بحرف الياء كما أورنا سلفاً.
إن
الذي يجعلنا واثقين من كون "بلاد فهلة" أطلقت كاسم على الأماكن، والجهات
التي إنتشر، ولايزال ينتشر فيها الكورد، هو ماذكره "ياقوت الحموي نفسه"
في موضوع "فهلو" حيث يواصل كلامه قائلاً:-
"قال
شيرويه بن شهردار، بلاد([16])
الپهلويين سبعة:- همدان، وماسبدان، وقم، وماه البصرة، والصيمرة، وماه الكوفة،
وقرميسين؛ وليس الري، وأصبهان والقومس، وطبرستان، وخراسان، وسجستان، وكرمان،
ومكران، وقزوين، والديلم، والطالقان من بلاد الپهلويين" إنتهى.
من
هذا يتضح أن ياقوت الحموي، قد إستند في تحديد الجهات التي يطلق عليها "فهلة-فهلوي"
إلى أهل البلاد ذاتها، التي يُطلق عليها "فهلة" مثل "شيرويه بن
شهردار" فإن كان شيرويه كوردياً، لعلمنا راسخين في علمنا أن الكورد في عصر
ياقوت قد حددوا دلالات ومفهوم كلمة "فهلة- فهلوي" بالارجاء، والأنحاء
التي نزلها الكورد في ذلك الوقت.
وإذا
كان شيرويه فارسياً، لعلمنا من مصدر فارسي "من عصر ياقوت" بأن "فهلوي-فهلة"
غير مخصوصة بالمناطق التي يقيم فيها الفرس. وتعضيداً لهذا الرأي يقول خسرو الجاف:-
"لەهجەی([17]) لوڕی یەکێک لە نزیکترین لەهجەکانە،
کە لە زمانی بەهلەوی کۆنەوە نزیکە، و هێندە لە واژە و، وشەکاندا دەوڵەمەندە؟! بە پێجەوانەی
لەهجەکانی تر، بۆ تەمەنی جۆراوجۆری کەسان و جانەوەران و، ئاژێل. بۆ هەر یەکیان ناوی
تایبەت بە خۆی هەیە.. شیرۆیەی کوڕی شەهردار، "بلاد الپهلویین" ی بە شاری
ماسبدان، هەمەدان، قم، ماه البصرە، سێمرە، ماه الکوفە، قورمسین
"کرماشان" وە، و ئەلیشتر دانەوە. بە حیسابی ئەو سەرتاسەری لوڕستان بە
زمانی پەهلەوی دواون وەک وتمان لەهجەی لوڕی لە پەهلەویەوە نزیکە" تەواو.
ما
ترجمته:-
"اللهجة
اللورية واحدة، من أكثر ماتكون اللهجات الكوردية قرباً من اللغة الپهلوية القديمة.
وتعد غنية بالمفردات، والتعابير، وبعكس بقية اللهجات، فلكل الأشخاص، والأحياء
تسمية خاصة بحسب مراحل أعمارها.. شيره وية بن شهردار يعتبر جهات: ماسبدان،
همدان، قم، ماه البصرة، سيمرة، ماه الكوفة، قرميسين "كرماشان بالاستناد إلى
الطبعة الكوردية"، اليشتر (أخذاً بأقوال خسرو الجاف) من بلاد الپهلويين؛
فتكون لورستان برمتها من البلدان الناطقة بالپهلوية؛ واللهجة اللورية كما قلنا
قريبة من اللغة الپهلوية" إنتهى.
-
كما يقول المستشرق الإنكليزي، جورج([18])،
ن، كريزون: "أحد الأسئلة المحيرة في التاريخ هي من هم اللرّ؟ ومن أين جاءوا؟ أناس
بدون تاريخ، وتراث أدبي، يتناولون روايات يقف العلم أمامها متعجباً، متحيراً،
فنعجز عن تشخيص الأصل اللوري بصورة دقيقة، إلا أن الظواهر كلها تؤيد أنهم كورد،
فهم في السمات والقسمات، لايختلفون عنهم بشيء، ولهجتهم شبيهة باللغة الپهلوية
القديمة، ولاإختلاف بينهما إلا في مجالات محددة" إنتهى.
-
ويفيد الدكتور محمد([19])
عبد الله عمر:- "أصبح للاسم فيلي مدلول لغوي، حيث أُطلق على المرحلة الوسطى، من
تاريخ تطور اللغة الكوردية إسم الپهلوية، ويطلق على وريثتها اللهجة
"الكرمانجية الجنوبية" وهي أقرب اللهجات الكوردية إلى الپهلوية"
إنتهى.
واقدم
ذكر ورد لتسمية (الفيلي) حسبما هو شائع من لفظ في
الوقت الحاضر . يعود لعام 805هـ / 1402م! بالاستناد الى اثنين من المصادر
التاريخية المتاحة .
اولهما
: التاريخ الغياثي([20])
للمؤرخ العراقي عبدالله بن فتح الله البغدادي المتوفي سنة 891هـ/ 1486م. والمصدر
الاخر هو الـ(ظفرنامة) ([21])
للمؤرخ الايراني علي يزدي المتوفي سنة 858هـ / 1454م.
جوله في المصادر( التاريخيه) الحديثه ، التي تؤكد
تطوركلمة (فيلي) من فهلي ، وفهلوي ..
اما في عصرنا الحديث ، فان اول من اشار الى انحدار ،
كلمه فيلي من فهلي المشتقة من (َفَهلة ، پهلة) الاستاذ
(حميدي إيزد پناه) من اكراد ( فيليي) ايران بدايات القرن الماضي ، راجع (ص60) من سبعون
عاما ،من تاريخ النعمانية ، ايلام /
ايران 1391 ش / ط ،2 تأليف
جعفر خيتال
- وفي سبعينيات
القرن الماضي (العشرين المنصرم ) كان الأستاذ – مهرداد آزادي – أحد تدريسيي جامعة
هارفرد الأميركيه (وهو من أصل كوردي /من فيليي إيران) ، أحد أبرز الذين قد أكدوا ، على حقيقة صلة كلمة
، أو مفردة - [ فيلي ] - بمصطلحات > فَهلي /پهلي – فَهلَوي / پهلَوي
< .
راجع : مجلة (روافد) ،العدد الأول – صادرفي كانون الثاني
، عام 2008م . مقال الأستاذ : صباح دارا ، الأمين العام لحزب پيمان (العهد ) في شمالي إنكلترا ، تحت عنوان : ماهي الفيليه ، ومن هم
الفيليون ... ص91
- وفي مطلع التسعينيات من ، القرن الماضي (حدود
العام 1991م ) ، كان المؤرخ الأستاذ : جعفرخيتال من أكراد أو (فيليي ) إيران ، من
المُذكّرين بانحدارإصطلاح فيلي ، من (پهله – فَهله /پهلي– فَهلي / پهلَوي- فَهلَوي )
راجع : مجموعة آراء در مورد سرزمين پشتكو ، ص 121،( جعفر خيتال ) - چاپخانى فرهﻧﮓ - چاﭗ أول، سال 1991م / إيران - إيلام
- ومع إستهلالة
القرن الحادي ، والعشرين أي في حدود العام 2000م ، تبنى الأستاذ : مراد مرادي !
وهو من أكراد (فيليي) إيران، هذا الرأي أيضا ، أي كون كلمة (فَيلي) مختزله ، من > پهلي ، فَهلي - پهله ، فَهله - پهلَوي ، فَهلَوي <
راجع بشأن ذلك :-
تاريخ سياسي ، وإجتماعي كردهاى فيلي ، در عصر واليان پشتكو ، الصفحات (54،53) تأليف مراد مرادى ،
صادر في طهران / عام 2000م.
ومن اللغويين ، والمؤرخين ، والاكاديميين من اقليم
(كوردستان العراق) مايلي :
- اﻠپروفيسوره :- پاكيزه رفيق
حلمي ، انظر مقالتها العلمية، التي جاءت تحت عنوان : ( لەکوێوە ، دە
ست بکەین بەدەستۆرسازی، ریزمانی کوردی ) ماترجمته : من اين
نبدا بوضع ، قواعد للغة الكوردية ، والتي نشرت في : مجلة المجمع العلمي
الكوردي ببغداد ، العدد الأول ، الصفحه: (196) الصادرة في بغداد عام
1973م
حيث
جاء ، مايلي :-
(( ... هەروە ها ، وشەی ( فە یلی ) کە ( ﭗ ) کەی بۆوە بە ( ف ) ، و ( ه ) کەی بە ( ی ) لە سەر دە ستۆری
گۆڕینی دەنگ لەزمانە ئێرانێەکاندا بووە بە
ناوی (لووڕ ) ەکان ( فە یلی ) کە لە ( پە یلی – پە رتی ) کۆنەوە کە ناوی پارتیەکانە
!!، ئنجا
زە نجیرەی سێیەمی میژۆی زمانی کوردی کە کوردی نوێیە ،
بە هۆی (هەورامی ) و ( لوڕی – فە یلی ) یەوە ، دەبەسترێت بە پەهلەوی ئەشکانیەوە
...)) .
تەواو
ماترجمته
:-
(( ... لذلك فإن كلمة ( فَيلي) التي أصبح (پ)
باءها فاءًا ! وهائها ( ياءًا) وفق قواعد تبدل ، وتطوّرالأصوات في اللغات الإيرانيه ، والمنحدره بدورها ( أي تسمية
فيَلي) من مفردة ، أو كلمة ( پيلي - پرتي ) القديمه ! والتي كانت لقبًا
وعنوانًا لـلـپارتييّن الأشكانييّن
، قد أمست إسما للفيلييّن . فالسلسلة الثالثة ، ضمن التطورالتاريخي للغه الكورديه ؛ والمتمثلة
حاليًا ﺒ ( الكورديه الحديثة ) ، ومن خلال
اللهجتين : الهوراميّة والفيليّة ترتبط ﺒ
(اﻠپهلَوية
) الأشكانية . ))
إنتهى الإقتباس
- الى جانب ماذكره المؤرخ الفاضل : زبير بلال اسماعيل في كتابه الخالد ، تاريخ
اللغة الكورديه ( والذي سبق أن مررنا على أقواله ) ، الصفحتان38 ، 46 بغداد عام
1977 م
- على اننا يجب ان لا ننسى ، ما افاد به الاديب
المعروف : خسرو جاف الذي مررنا على اقواله، سلفا ( راجع الصفحة 188 ) من كتابه لور ِكوردة يان لورِة – الالوار ( اللور)
كورد أم لوريّون ؟، صادر في بغداد عام 2000م
- ثم بعد ذلك ، الدكتور : جمال رشيد احمد ،حيث
نقرا عن الصفحة (464) من الجزء الثاني ، من مصنفه
الضخم (ظهور الكورد في التاريخ)
صادر عن دار اراس عام 2005م ، ماهو نصه :
((
الـپهلَوية
(الفَهلية،او الفَيلية) استعملت هذه اللغة ، لتدوين بعض الوثائق بالخط الارامي ،في
نهاية الالف الاول ، قبل الميلاد ! وبداية العصر الميلادي))
- وعن الصفحتان :((522،521)) من الجزء الثاني من
(ظهور الكورد في التاريخ) كذلك ، نقرا: ((وبناء على كون اﻠپهلَوية (الـپهلية)
قد خلفت ورائها اللهجة الفيلية ، الكوردية المعاصرة . فاننا نملك امثلة كثيرة ،
لحالات الصرف الكورديه، في القرون التي سبقت الاسلام .)) انتهى الاقتباس.
- وعن الصفحة ((563)) من الجزء الاول – من ظهور
الكورد في التاريخ – يضع الدكتور : جمال رشيد احمد ،امام عبارة((اللهجة الفَيلية
)) كلمة فَهلَوية بين قوسين او هلالين .
- كما يسمي الدكتور : جمال رشيد احمد ، في الصفحة 291 من الجزء الثالث من كتابه
اعلاه ، الـپهلييّن
،بالفَهلييّن القدماء ! كما يقوم في الصفحة ((592)) من الجزء الثالث ، من كتابه
ظهور الكورد في التاريخ ، بتعريف كلمة (الـپهلَويّون) بكلمة
الفَيليّون . بوضع كلمه الفَيليون بين قوسين ، او هلالين الى جانب كلمه الـپهلَويون
.
بل
يقوم في معظم صفحات ،الاجزاء الثلاثة من كتابه : ظهور الكورد في التاريخ بذلك .
عدا ماذكرنا من صفحات ! فتصور مدى قناعه الدكتور جمال رشيد احمد، بهذه الحقيقه
المدوية .
- ثم الدكتور محمد عبد الله عمر الذي مررنا على
اقواله ، وكلا هذين المؤرخين ، او الباحثين ( أي جمال رشيد أحمد ، ومحمد عبدالله
عمر) واللذان يعدان ، من اكراد اقليم كوردستان العراق . قد صرحا بذلك ضمن ،
مااشرنا اليه من مصادر، و بحوث قد ظهرت
لهما ، في حدود العام 2005م ، للتأكيد على هذه الحقيقه البديهيه .
وكما
تلاحظ ، فان الذوات المذكورة اسمائهم أعلاه ، كا للغويه القديره (پاكيزه رفيق حلمي
، والاستاذ المؤرخ الكبير : زبير بلال اسماعيل ، والاديب : خسرو جاف ، والمؤرخ /الباحث : جمال رشيد احمد ،
والأكاديمي : محمد عبد الله عمر يعدون من اكراد الاقليم ) اقليم كوردستان العراق .
- ومن فيليي العراق الذي أقرّ ، بانحدار كلمه فيلي
من (فَهلي - پهلي - پهلَوي) الدكتور : محمد تقي جون (استاذ الادب في جامعة
واسط) في كتابه الشيق ، (قصه الكورد
الفيليين) ، الصفحة 53 ، صادر في النجف الاشرف عام 2012م
كما أعاد الدكتور : محمد
تقي جون ، تأكيده على هذه االإشاره ، مرة
ًأُخرى ( أي ولادة كلمة فَيلي ، من فَهلي/ پهلي أو پهلَوي ) في الصفحه (70) في الطبعة
البغداديه ، من كتابه هذا ! أي - قصة الكورد الفيليين –" طبعة دار
الحكمه " بغداد عام 2014م
- كما أقرّ بهذه الحقيقه الساطعه ، ( الباحث
العراقي المعروف ) علي ثويني في كتابه القيم : ( الالسنة العراقية) ص237 ، صادر في
بغداد عن وزارة الثقافه والاعلام عام 2013
م حيث يقول:-
((
والعرب تقلب (p) في فاء . فالـپهليّة تُقلَب الى
فَهلية ثم فَيلية ... )) انتهى الاقتباس .
الفهلويّون
"الپهلويون" ولرستان:
وقد يسأل سائل "ألا تقول أن موطن الپهلويين
الأم هي خراسان؛ حسبما جاء على لسان مسعود محمد في كتابه الشهير "لسان
الكورد" فكيف لنا أن نصدق بأن لرستان الصغرى، ولاية پشتكو "خرم آباد،
وإيلام" الحاليتين صارت موطناً للپهلويين بعد ذلك؟!
ونجيب عن هذا الاستفسار الوجيه، بكون الپهلويين
وهم في طريقهم لإخراج فلول السلوقيّين من البلاد التي حكمها خلفاء سلوقس، أحد أكبر
قواد الاسكندر المقدوني([22])
قد استقر الجزء الأعظم منهم في مناطق لرستان الصغرى على الأرجح!! بدليل أن مدينة
"پهلو،
فهلة" التي إكتسبت منها "پارثيا، أو پرثوه" وهي خراسان القديمة،
إسمها منها، وهي مدينة الپارثيّين في تلك الأصقاع البعيدة لها نظير أو مماثل في
الشبه، في لرستان الصغرى. في منطقة "زرين آباد" أو "زرين آوه"،
كما يسميها أكرادها المحليّون. والتابعة أي زرين آباد "أو فهلة وهو إسمها
القديم أو الأصلي" لمحافظة إيلام"–جهات پشتكو المتاخمة للأراضي العراقية
من جهة الغرب-.
وهذا
آتٍ بطبيعة الحال، من هجرة الپهلويين من خراسان إلى بلاد اللور، وحنينهم إلى
موطنهم الأول بحيث بنوا مدينة، لها أخت توأم، أو أصل أول، أو شبيه بها في پهلوه-
خراسان القديمة، أيام ماقبل الميلاد وهي المدينة "والحديث يخصّ مدينة پهلو
(فهلة) في خراسان، التي مرّ بها القائد العربي المسلم قيس بن الأحنف التميمي عام
18هـ/639م([23])،
أثناء فتحه خراسان" أيام الفتوحات الإسلامية التي قام بها العرب في صدر
الإسلام.
عموماً
وهذا ديدن المهاجرين، في كل العصور، وعلى سبيل المثال، على الأقل بالنسبة لعصرنا
هذا، بناء المهاجرين من مدينة كاسل الإنكليزية، مدينة باسم "نيوكاسل" أي
كاسل الجديدة، في أستراليا عند هجرتهم إليها.
- وبناء
أهالي مدينة يورك الإنكليزية، مدينة "نيويورك" أي يورك الجديدة، في
الولايات المتحدة الأمريكية، عند هجرتهم إليها.
- وتسمية
الاسبان، إحدى الجزر في البحر الكاريبي باسم كرينادا، على غرار إسم غرناطة، إحدى
مدن إقليم الأندلس جنوب إسبانيا حالياً.
وتطول
القائمة، التي تحوي أمثلة من هذا القبيل، فمن يصدق أن غالبية دول أمريكا الجنوبية،
هي مهاجر بل أوطان جديدة للاسبان والبرتغاليين المهاجرين من شبه الجزيرة الايبيرية
"إسبانيا والبرتغال" إليهما مما يفسّر تسمي أمريكا الجنوبية باسم أمريكا
اللاتينية، كون الاسبان والبرتغاليين من الشعبة اللاتينية من مجموعة الشعوب الهندو
أوربية. ومن يصدق أن الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، وجنوب أفريقيا،
وغيرها مهاجر بل أوطان جديدة للإنكليز المهاجرين من إنكلترا، والجزر البريطانية
إليها.
الدولة
الاشكانية، في أوج اتساعها، بين 250 ق.م. - 227م.
لاحظ أن الخرائط المعروضة في كتابنا
هذا، تختلف عن بعضها البعض حسب المصادر التي اقتبسنا منها ذلك.
فعليه
كذلك أن يصدق، بأن لورستان، هي الأخرى المهجر، والوطن الثاني بعد الموطن الأول، وهي
خراسان پَرثَوه/ پَهلَوه قديماً" للپارثيّين بعد قيامهم بتوسيع مساحة أو رقعة
دولتهم بين سنوات 250 ق.م إلى حدود 226 ب.م أو 227 بعد الميلاد. وهذا مجمل القول
وباختصار جداً شديد، عن صلة اللور، ولورستان بخراسان والپارثيّين قديماً.
وماعرضنا
من أمثلة، ومواضيع تؤكد هذه الصلة، في تفاصيل هذا الفصل أرجو ان يكون كافياً بشكل
قد أعطى فكرة واضحة عن هذه الحقيقة، هذا من جهة.
من
جهة أخرى علينا أن نعلم، بأن الپرث الاشكانيين لم يكونوا غرباء جداً عن مناطق جبال
زاگروس، الذين سبقهم إليها منذ القرون الأولى للإستيطان البشري في المنطقة قبل
الميلاد نظرائهم، أو أبناء عمومتهم من قبائل الزاكروتي([24])،
المتشعبة هي الأخرى من قبائل الساكا([25])
أو الاسكيث([26])
أو السيث([27])
مما
حدا بالأمم المجاورة إليهم إلى تسمية هذه السلسلة الجبلية الطويلة والمترامية،
بجبال زاگروس نسبةً إلى قبائل زاكروتي الاسكيثية كما قلنا.
حالهم
في ذلك حال الاشكانيّين المتفرعين([28])
من الساكا أو الاسكيث، هم الآخرين.
أما
بخصوص ثورة قبائل الساكا، أو الاسكيث في إقليم پَهلَوة، خراسان القديمة، التي أدت
إلى ظهور الدولة الاشكانية، فقد جاء اختيار هذه المنطقة بدقة متناهية بعد بحث،
وتفكير عميق، في الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى نجاح ثورتهم وإنتصارها على
خصومهم السلوقيّين. كون خراسان في ذلك الوقت كانت بعيدة جداً عن مركز الدولة
السلوقية التي كانت عاصمتهم في العراق، قرب المدائن متمثلة بمدينة سلوقية، آثار تل
عمر قرب قضاء المدائن، جنوب بغداد.
فلو
اختاروا أي إقليم آخر، لأدى ذلك بكل تأكيد إلى فشل محاولتهم هذه، لسهولة وصول
الإمدادات العسكرية، التي يؤمن وصولها خضوع بقية أجزاء الدولة السلوقية بشكل شبه
تام لسلطة السلوقيّين وهذه النقطة تذكرنا بما فعله العباسيّون بعد الاشكانيّين
بألفي سنة أو يزيد، حين إختاروا خراسان للقيام بثورتهم ضد الأمويّين الذين حكموا
البلاد من مركز قوتهم في الشام، فإن بعد مركز حكم الأمويّين في دمشق-الشام عن
خراسان الواقعة في أقصى الشرق بمسافة بعيدة جداً عن مركز حكم الأمويّين، هو ما
مكّن العباسيين من تحقيق الانتصار على خصومهم الأمويّين.
ايهام
العدو بالانسحاب، عند مهاجمته خطة اعتمدها، جنود الپارث الاشكانيين
في الحروب مع أعدائهم.
عدا أن اختيار جهات جبال زاگروس نفسها
كمواقع لمقاومة السلوقيّين، وهي أقرب ماتكون من مركز حكم السلوقيّين في العراق سيكون
عاملاً كبيراً في فشل أي ثورة محتملة.
ويبدو أن اختيار پَهلَوة –خراسان القديمة،
بعد الاطلاع على هذه الأسباب، لم يأتِ عبثاً، بل جاء من تجارب مريرة، ومحاولات فاشلة
كثيرة وحسابات دقيقة، قبل ذلك. ماألهم الثوار في إختيارهم لهذه البلاد النائية البعيدة
عن مركز حكم الدولة السلوقية.
ومن ثم الالتفاف، حول أي ثائر مهما كانت
أسباب ثورته هذه، كما أن إستقرار الجزء الأعظم من الپارث الاشكان في هذه الجبال
ليدل على وجود صلة وطيدة بهذه البلاد الجبلية قديماً. قبل إتخاذها مستقراً نهائياً
وأخيراً لهم، بعد تحقيق الانتصارات المتوالية من قبل الاشكانيين على خصومهم
السلوقيّين، فلطالما سمّي الاشكانيّون بالجبليّين، وهذا ماسنبحثه لاحقاً في
المواضيع القادمة.
دلالة
المصطلح، ومعناه؟!
ولاهمية الوقوف على المعنى الحقيقي
لكلمة فيلي منذ ظهور ها لاول مرة، بصورة پارثي
أو پَرثَوي ثم پَهلَوي. الى غير ذلك من تطورات لاحقة ،
دخلت على لفظ هذه التسمية عبر الزمن كما في ألفاظ پَهلي، وفَهلي، واخيراً فيلي.
نستعرض هنا ما خلص اليه البحاثة والاكاديميون علاوة على ما ذكره الكتاب والمؤرخون
في هذه الباب من البحوث والدراسات:-
- پارتاو: تعني رّباع – الرياضي الذي يمارس التمارين الخاصة بكمال الأجسام (
المحامي رزكار عبدالرحمن ) ([30])
- پَهلَوي : تعني الشجاع (الاستاذ محمد التونجي) ([31])
استاذ اللغة الفارسية في جامعتي دمشق وحلب في ستينيات القرن الماضي.
- پَيلي: تعني المحارب ، الشجاع –
بالاستناد الى اقوال شاه محمد الصيواني([32])
خبير اثار سابق، في متحف بابل الاثري ، حتى عام 1979م.
- پَيلي : تعني الشجاع والمحارب ، مقال (فيلي) للدكتور محمد عبدالله عمر([33]).
أستاذ
في جامعة صلاح الدين، في اربيل.
الأمين
العام، للحزب الكوردي الفيلي العراقي، ومدير قناة الحرية الفضائية سابقاً، والمدير
السابق لهيئة الإعلام والأتصالات
- واخيراً
(فيلي) في منطقة سوران، تعني البطل (محمد توفيق وردي) ([35])
أديب كوردي
(پهلَوي ، پهلَوان ) وردت هذه الكلمة
بمعنى ، شجاع .الدكتورعبد السلام عبد العزيز فهمي (من مصر) ،للاستزادة راجع الفصل
الرابع من كتابنا الموسوعة اللغوية حول تاريخ الكورد الفيليين، بغداد عام 2010م.
ومن الحق علينا ان نقر بحقيقة اخرى ذات صلة بهذا المصطلح
اي "فيلي" عدا عن انه دل على "الفحل، الصنديد، البطل"
من انه يساوي كلمة والي ؟!! وهو يطابق كلمة فيلارك Phylark في اللغات
الاوروبية، لاسيما الاغريقية او اليونانية القديمة.
حيث يعطي
معاني: شيخ، امير، الحاكم الذي يشرف على ولاية. }{راجع ص 206 من تاريخ العرب
قبل الإسلام، الدكتور جواد علي، الجزء الثاني، بيروت 1976، وكذلك المسيحية،
والحضارة العربية الاسلامية، الأب جورج شحاته قنواتي، الطبعة الثانية، بغداد –
بيروت عام 1984م} {. والدرجة
الوظيفية لهؤلاء الاداريين، والشخصيات الكبيرة، في النظم الإدارية الحديثة،
والمعاصرة هي:-
لواء: اذا ماكان البلد مقسماً
الى ألوية،
محافظ: اذا ماكان البلد مقسماً
الى محافظات،
أمير: اذا ماكانت الحكومة ملكية،
والدولة مقسمة الى إمارات.
كما كان الحال على ايام الخانات (جمع خان: الزعيم، او
شيخ المشايخ)، الذين حكموا بقاع ﭙشتكو. هذا من جهة، من جهة اخرى وجود كلمات
من اصل يوناني في اللغات الشرقية امر طبيعي ويجب الاعتراف به ! لانه على سبيل
المثال لا الحصر ان اللغة العربية ذاتها ، وهي الاوسع انتشاراً من اللغة الكوردية،
تحوي الكثير من الكلمات اليونانية المعربة، باعتراف ثـقاة اللغويين العرب بذلك.
ومن يراجع كمثال بسيط (مختار الصحاح) لأبي بكر الرازي، يَجد ْ ان كلمات صراط، درهم
.... وغيرها الكثير كلمات يونانية معربة فكلمة صراط العربية الواردة في القرآن،
مشتقة من ستراتا – سراتا اليونانية بمعنى طريق. وفي الانكليزية ستريت (Street) بمعنى شارع،
وكلمة درهم من كلمة دراخما، دراهما اليونانية الاصل. والمثير للعجب ان كلمة (بَرّه)
بفتح الباء، وتشديد الراء في اللهجات العربية المختلفة بمعنى خارج، تقابلها في
اليونانية كلمة (ﭙارا).
كما ان
الغة الفارسية، والآرامية (السريانية لاحقاً) والقبطية (لغة المسيحين المصريين).
تحتوي على كلمات يونانية بإعتراف فطاحل المختصين في هذه اللغات. فلم نستغرب من صلة
كلمة (فيلي) بمعنى (والي، شيخ، الامير أو الحاكم الذي يدير شؤون ولاية) بكلمة
فيلارك اليونانية بنفس المعنى والدلالة.
ان ذلك
لايعني ان كلمة فيلي – Feylee مقتبسة من كلمة فيلارك – Phylarek !! والسبب
في ذلك يعود الى ان الكوردية، واليونانية من فصيلة اللغات الهندوأوروبية ولابدَ ان
تكون هنالك بالطبع، جملة من الكلمات المتشابهة لفظاً ومعناً بينهما. فإذا كانت
السنسكريتية (الهندية القديمة) ذاتها قريبة الشبه الى حدٍ كبير مع اليونانية رغم
البعد الجغرافي الهائل بين موقع اللغتين، فلم يكون الاستغراب من تشابه بعض الكلمات
القليلة بين الكوردية واليونانية.
وبشأن
التشابه الموجود بين الاغريقية وهي اليونانية القديمة، والسنسكريتية([36]) وهي الهندية القديمة يذكر الاستاذ، والباحث داوود الانطاكي([37]) قائلاً :
".... ففي القرن السادس عشر إدعى الايطالي (ساسيتي)
انه وجد في الهند لساناً يشبه اللسان الايطالي ... وفي القرن الثامن عَشَر
دَرَسَتْ بعض الارساليات، وبعض ممثلي الشركة الانكليزية، وبعض الهنود هذا اللسان
فأطلعتهم دراستهم له على حضارة قديمة مجهولة، وقد وجد الحاكم الانكليزي للبنغال –
بنغلادش (وليام جونز) شبهاً عجيباً بين هذا اللسان السنسكريتي وبين كل من اللسانين
الاغريقي، واللاتيني، وتسائل عما اذا كان لهذه الالسن الثلاث اصل واحد مشترك، كان
لهذا الكشف خطل كبير في الدراسات اللغوية، فقد كشف الستار عمابين الالسن الهندية،
والايرانية من جهة، والالسن الإغريقية، واللاتينية، والجرمانية من جهة اخرى من
تشابه وصلات قرابة، وروابط وثيقة، ومهد السبيل لانشاء علوم القواعد التاريخية
والمقارنة. ووسع بذلك نطاق الدراسات اللغوية وكان اشهر من افتتح هذا السبيل
العلامة الالماني شليغل Sehlgel فقد نبه اذهان العلماء الى صلات التشابه الكثيرة التي تربط الالسن
الاوروبية، والهندية، والايرانية، بعضها ببعض تلك الالسن التي رَجَعها العلماء من
بعده الى فصيلة واحدة سموها الفصيلة الهندوأوروبية " انتهى.
|
وبعد هذه النبذه الوافية نقول "ان ذلك ما يفسر سبب تسمي
خانات ﭙشتكو اي (زعمائها، أوأُمراءِها) جمع خان بلقبي (الوالي والفيلي)
معاً".
وقد كانت
تسمية (فيلي) لقباً فخرياً، لحسين قولي خان الذي كان من أكفأ الولاة، شبه
المستقلين لدى اكراد ﭙشتكو. (ان غضضنا
الطرف، عن كل ما اقترفه من ظلم وجور، بحق أبناء جلدتهِ. وما ألحقه من حيفٍ
بأكراد المنطقة من أبناء قومه) عدا عن كون هذا اللقب، قد إتُخِذَ لقباً رسمياً
لكافة أُمراء او (ولات تلك الارجاء تقريباً)؛ رغم ان هذا الاصطلاح اقدم بكثير من
عهد هؤلاء الولاة بأبعد مايبدو لنا زمنياً، وكل ما في الامر ان هؤلاء قد احييوه
من جديد.
لم يكتفي
حسين قولي خان، الذي استقل تماماً في شؤونه الداخلية عن الدولة الايرانية المركزية
بذلك، بل انه سمى عاصمته وهي خرم آباد بـ (خرم آباد فيلي)
([38])،
-
تسمية بغداد (ببغداد الرشيد)، نسبةً الى هارون الرشيد
الخليفة العباسي الذائع السيط.
-
وتسمية عاصمة مصر بقاهرة المُعزْ، نسبةً الى الخليفة
المعز لدين الله الفاطمي.
كما هضمت عموم اللهجات الكوردية، لا اللهجة الكوردية
الفيلية وحدها الكثير من الكلمات والاصطلاحات اليونانية مثل([40]): اسفنج، الماس، باميا، جغرافية، فسفور، فلسفة، طلسم، قانون، متر، مكروب،
ناموس .... وغيرها.راجع الهامش 37.
من كل ما مر
شرحه فإن كلمة فيلي الحالية المنحدرة من پَهلَوي القديمة وپَهلَوي
بدورها المشتقة من ﭙَرثَوي الاقدم منها دلت على مر العصور والازمان على
السلطة والادارة، المقترنة بالتحدي والروح القتالية متى ما لزم الامر، عند نشوب
نزاع او قيام حرب ما يتطلب الشجاعة المتناهية وقوة الجنان.
وإذن: كلمة فيلي،
اصطلاح دال على السيادة والسلطان ولقب فخري يعطي معنى والي بدليل ان امارة اللور
الصغير في المدونات الكثيرة كانت إسماً لولاية ﭙشتكو!! اما شيوخها او
أُمراءِها فكانوا يوصفون دائماً بولاة اللور الصغير.
معنى
ذلك استطراداً ان كلمة فيلي تعني الشيخ، او الامير الذي يتقلد منصب الوالي، او
(الخان أو الزعيم) الذي يدير شؤون مشيخة إو إمارة، تُحتَسَبْ في التسلسل الاداري
ولاية تابعة لأحد الشاهات تتمتع بإستقلال داخلي واسع، كان يتَطوَرْ أحياناً الى
استقلال فعلي عن املاك الشاهات اي الملوك الايرانيين. لذلك ولهذا السبب والاعتبار
دلت كلمة الفيلي لدى الشاهات والادارييْن الفرس في ايران على "الثائر،
والمتمَرِد". لان خضوع هؤلاء الولاة للملوك الايرانيين في حقيقته لم يكن
ولاءاً واقعياً، في اغلب الاحيان والفترات.
نقرأ في الصفحة
104 من اللور الكورد الفَيليون في الماضي والحاضر، بقلم عبد الجليل فيلي ماهو نَصُه:
(أما
العلامة المستشرق "بارتولد" فإنه يقول عنهم في مؤلفه (الجغرافية التاريخية
لايران) : ولقد حافظ اللور الفيليون الذين يسكنون ﭙشتكو على نقاوة اصولهم وعاداتهم
القبلية اكثر من الآخرين، الرئيس العام لـ "اللور الفَيليين، يشغل منصب
الوالي الا انه في الواقع مستقل ولايطيع الحكومة الايرانية لدرجة لايدفع لها الضرائب
المالية" ) . انتهى
لاحظ
هذه الجملة:-
"الرئيس العام لـ"اللور
الفيليين" يشغل منصب الوالي"
والنتيجة
المستخلصة من دلالات هذه التسمية، انها تعني الوالي، أمير لواء، محافظ، الاداري او
الشيخ الذي يشرف على ادارة شؤون ولاية ما، من الولايات حتى لو كانت هذه الولاية في
حقيقتها امارة او مشيخة عشائرية،
الى
جانب كونها تعني البطل، والمحارب الشجاع.
وهذه
النتيجة هي القناعة، والذروة فيما توصلت اليه دراستنا المستفيضة بهذا الخصوص.
هوامش الفصل الاول
*
استدراك كنت قد كتبت في بعض النسخ من الطبعات السابقة،
ان قلعة الموت من الصروح المطلة على مدينة (هرسين) جنوب كرمنشاه وهذا خطأ فارجو
معذرة القراء ، على خطأي هذا.
*راجع,ص195,
التاريخ الغياثي, لعبد الله بن فتح الله البغدادي المتوفي سنة 891ه/1486م , تحقيق:
طارق نافع الحمداني, بغداد مطبعة اسعد, 1975م
([1])
تاريخ اللغة الكوردية، زبير بلال إسماعيل، الصفحة (38)، صادر في بغداد عام 1977م.
([10])قال الدكتور : مصطفى علي الجوزو ، وهو ( أكاديمي لبناني ) في العدد 667 ( عدد يونيو/حزيران من عام
2014م ) من مجلة العربي الصفحه 34:-
(( زاد بعضهم
في العصرالعباسي ، ألفاً وواواً قبل الياء ، في النسبه الى عَكّه ، (مثلاً) فقالوا
: عَكّاوي ؛ وممن كانت هذه نسبته محمد بن الوليد البزاز، المحدث المعاصرللعالم
المشهور، سليمان بن أحمد الطبراني (260هـ ـ 360هـ ) ؛ ومنهم
الحافظ أبو القاسم العَكًاوي ، الذي َذكره ((
معجم البلدان )) ... والأسماء الممدوده الممنوعه ، من الصرف نحو: -روحاء /
روحاوي ، زكريًا / زكريًاوي . ويجوز ذلك في الأسماء الممدوده
المصروفه نحو: غداء / غداوي ؛ وفي الأعلام المنتهيه بهمزه ، والمأخوذه من
جمع مثل : الأبناء / الأبناوي . ويجوز زيادة الواو في الصفات ، والأسماء المقصوره
التي تزيد على ، الثلاثة أحرف مثل : دفلى / دفلاوي . فالألف غير زائده في ذلك كله
بل الواو ، وهم لم يزيدوا الاف والواومعا ، إلا في النسبه الى قبيلة ، عُديّ فقالوا : عَدَوي ، وعَدّاوي.( الواو هنا منقلبه
، عن الياء لازائده ) فاذا سوّغَ القُدماء زياده ، الألف والواوفي النسبه ، الى
إحدى القبائل فليس مايمنع المتأخرين من
ذلك ، عند الضروره بحيث يكون التفضيل للفصيح ، أو لللأقرب الى الفهم ؛ أي تفضيل
مَكي على مَكّاوي مثلاً ، وتفضيل عَكّي مع أن عَكّي هي الفصيحه ) إنتهى الإقتباس .
علماً
باني اقتبست ، هذه المعلومة ، من الصفحة 211، من القبائل والزعامات القبلية
الكوردية في العصر الوسيط ، للدكتور زرار صديق توفيق . صادر عن دار اراس ، اربيل ،
2007م ، واذكر ذلك للأمانة العلمية . ويتطرق كلا هذين المصدرين لاسم شخص من
الوجهاء وهو (احشام ساكي فيلي) اثناء تعرض المنطقة لغزوات تيمورلنك عام 1402م /
805هـ .
([22])
تاريخ العرب القدامى، والأمم التي تجاورهم، تأليف: محمد فخر الدين، الصفحة (185)،
القاهرة عام 1935م، راجع كذلك:-
مسالك
الثقافة الإغريقية إلى العرب، تأليف: الدكتور أوليريه، ترجمة: الدكتور تمام حسان،
الصفحة (17، 18)، القاهرة عام 1957م.
([25])
كان الاسكيثيون، يسمون أنفسهم سكا، ساكا، ولهذا نرى كثيراً من المصادر التاريخية
تسميهم بالسكائيّين "بتشديد الكاف"، على العموم راجع تاريخ الشرق الأدنى
القديم/إيران والأناضول للأستاذ رضا جواد الهاشمي، والدكتور سامي سعيد الأحمد،
الصفحة (91) بدون تاريخ، صدر في عقد الثمانينيات من القرن العشرين المنصرم. راجع
كذلك:-
تاريخ
الكورد القديم، الدكتور فوزي رشيد، والدكتور جمال رشيد أحمد، أربيل عام 1990م،
الصفحة (106).
([28])
تبيّن معظم المصادر التاريخية، بأن الفرثيّين قبيلة من قبائل الساكا، أو السكيث.
وقد تطور لفظ أو اسم السكيث لاحقاً وعبر مراحل تاريخية إلى لفظ سيث أو (سيرت)،
وأخيراً (كيرت) إحدى الألفاظ القديمة لاسم كرت أو كورد في الوقت الحاضر أي الشعب
الكوردي، أو على الأقل إحدى الجذور القديمة المكونة للعرق الكوردي.
بشأن
تفرع الفرثيّين من السكائيّين أو الاسكيث أو الساكا.. الخ، راجع:-
-
العراق
القديم، جورج رو، ترجمة: حسين علوان، الصفحة (560)، بغداد، عام 1986م.
-
تاريخ
الكورد القديم، الدكتور فوزي رشيد، والدكتور جمال رشيد أحمد، أربيل عام 1990م،
الصفحة (110).
-
مقدمة
في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الدكتور طه باقر، الصفحة (599)، بغداد
عام 1973م.
-
تاريخ
الشرق الأدنى القديم/إيران والأناضول، الدكتور سامي سعيد الأحمد، والأستاذ رضا
جواد الهاشمي، الصفحة (142)، بدون تاريخ- صدر في بداية عقد الثمانينيات من القرن
العشرين المنصرم.
. كما أن لفظ
سيرت- كيرت "المتطور لاحقاً من سكيث وساكا" يطلق على الكورد لدى أقوام
الشرق القديم وعن هذه الحقيقة، راجع:-
·
ملخص
تاريخ الكورد وكوردستان، محمد أمين زكي، الصفحة (81) صادر في القاهرة عام 1939م.
·
الكورد
وكوردستان، شاكر خصباك، الصفحة (3) صادر في بغداد عام 1959م.
·
الأكراد،
باسيل نيكيتين، دار الروائع، بيروت، بدون تاريخ، صدر على الأرجح في نهاية عقد
الستينيات من القرن العشرين المنصرم.
([29])
مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، الجزء الثاني ، بغداد ، طبعة عام 1956م، المؤرخ
طه باقر ، الصفحة 416.
راجع كذلك تاريخ
الكورد القديم ، الدكتور جمال رشيد احمد ، والدكتور فوزي رشيد ، الصفحة 104، اربيل
عام 1990م.
([36])
يقول المؤرخ محمد امين زكي، في الهامش (2) ، الصفحة 74 من ملخص تاريخ الكورد
وكوردستان طبعة القاهرة عام 1939م.
"
القاتحون الاريون هم الذين ادخلوا اللغة السنسكريتية، هذه بلاد الهند في القرن
الثاني عشر قبل الميلاد وفي القرن الثالث قبل الميلاد ظهر كتاب الـ(فيداس) المقدس،
بهذه اللغة. وبذلك اصبحت، لغة الكتابة والتعليم ايضاً بعد ان كانت لغةالمحادثة فقط ، وكلمة (سنسكريت)
هذه مؤلفة من لفظ (sacae) الذي هو اسم رئيس الاريين
المهاجرين الى الهند. ومن كلمة (كير- kir-el- kr)التي معناها الكتابة او اللغة
(القضية الكوردستانية ، والترك ص23).
- الفراعنة - اشارة الى المصريين القدماء, الذي جاء اسمهم
من لقب ملوكهم, وهو فرعون، وان كان اسمهم الحقيقي قبط جمعها أقباط.
– روسيا: اسم احد الملوك الاسكندنافيين (سكان شمال اوروبا),
وهو رودريك. راجع الصفحات 126, 127 من ملخص تاريخ لبنان,القَس نجيب مخول,بيروت
1949م. رغم أن الروس، ينتمون إلى السلاف، السكلاب، والذي لفظه العرب قديماً، صقلب
جمعها صقالبة.
- غانا,او الغانيون:لقب قديم لسلالة من الملوك الافارقة في
دولة غانا. راجع ص329، دائرة المعارف الإسلامية عن مجموعة من المستشرفين, القاهرة
1933م.
– الصين:اسم سلالة حاكمة بين 255ق.م/206ق.م راجع مقدمة في
تاريخ الحضارات القديمة,طه باقر, بغداد 1956م, ص 350,طبعة ثانية.
الفصل الثاني
إنطباق إسم فَهلَوي، فهله على مناطق كوردستان في وقتنا الحاضر!!
من المعروف
تاريخياً، أن كوردستان في العصور الوسطى "فترة العصرين الأموي،
والعباسي". وقبلهما العصر الراشدي "بالتحديد أيام الخليفتين عثمان (رض)
وعلي (ع) كانت تُسمّى "بلاد پَهلَوي". حسبما ذكر ذلك لنا البلدانيّون
العربّ أي "الجغرافيون العرب بموجب مصطلحاتنا المتداولة في هذا العصر".
ومن هؤلاء
البلدانيّين:- أبو بكر أحمد بن إبراهيم الهمداني المعروف بابن الفقيه، في كتاب
مختصر البلدان، وأبي عبد الله المقدسي البشاري، في أحسن التقاسيم في معرفة
الأقاليم، وياقوت الحموي في معجم البلدان.
حيث نقرأ
في مختصر([1])
البلدان، في موضوع القول في الجبل "لأبن الفقيه":-
"ويُسمى هذا الصقع (بلاد الپَهلَويّين) وهي:-
همدان، وماسبدان، ومهرجانقذق وهي السيمرة، وقم، وماه البصرة، وماه الكوفة،
وقرماسين. ومايُنسب إلى الجبل، وليس منه:- الري، وأصبهان، وقم، وطبرستان، وجرجان،
وسجستان، وكرمان، وقزوين، والببر، والطيلسان" إنتهى.
- ويفعل مثل ذلك ياقوت الحموي، في معجم([2])
البلدان، حيث يقول:-
"فأما الفَهلَوية فكان يجري بها كلام الملوك في
مجالسهم، وهي لغة منسوبة إلى فهلة، وهو إسم يقع على خمسة بلدان:- أصبهان، الري،
همدان.. وليس الري، وأصبهان، والقومس، وطبرستان، وخراسان، وسجستان، وكرمان،
ومكران، وقزوين، والديلم، والطالقان من بلاد الپَهلَويين" إنتهى.
- وفي أحسن التقاسيم في معرفة([3])
الأقاليم للمقدسي نقرأ:-
"وقرأت في بعض الكتب، أن الري، وأصبهان ليستا من
بلاد الپَهلَويين" إنتهى.
وإذن فالمصادر العربية والإسلامية، لاتعتبر مناطق:-
"وسط إيران، وشرقها، وشمالها، وجنوبها عدا الجهات الغربية من إيران في عصرنا
الحديث" من بلاد الپَهلَويين- بلاد فهلة أو فَهلَويستان.
والحقيقة إن إصطلاح "بلاد الجبال"، إقليم
الجبل أطلق على المناطق الغربية من إيران الحالية "في القرون الوسطى أيام
الأمويّين والعباسيين" وهي لاتخرج في دلالتها عن دلالة كوردستان أصلاً، وهي
بلاد جبلية أما بلاد فَهلَوي فهي تسمية مرادفة على المعنى، أي مرادفة لاسم
كوردستان اللاحق في العصور الوسطى، وعصرنا الحديث لاأكثر.
وقد يقول قائل إن كوردستان قديماً، كانت تُسمّى
كاردوجيا، وليس "بلاد پَهلَوي أو بلاد فَهلَوي"؟!
والجواب:-
إن هذه المعلومة صحيحة، صحة جزئية! ولايجوز الاعتماد
عليها للوصول إلى معلومة عامة صحيحة صحة كلية.
ولأجل أن نفسر كلامنا هذا بشكل أوضح للقارئ نقول:-
"إن أسامي كاردوچيا Kardochia لدى اليونانيّين القدماء، وكاردوئين Corduene لدى اليونان والرومان وكذلك كورديايا Gordea لدى الرومان فقط "شعب إيطاليا القديم، إضافة إلى استعمال الإغريق شعب اليونان القديم لهذا اللفظ" جاءت كمصطلحات إغريقية وإيطالية قديمة للأجزاء التي حكمها اليونان والرومان من المناطق الكوردية، وأغلبها تقع في الجهات الجنوبية، والجنوبية الشرقية من تركيا الحالية.
صورة للامير الپارثي
سورينا صورة اخرى
بالحجم الطبيعي لتمثال، الامير سورينا.
والأرجاء المحاذية لها في الشمال الغربي من العراق،
وشمالي سوريا.
في حين أن مناطق "بلاد پَهلَوي" المترامية على
طرفي جبال زاگروس بين العراق وإيران لم تكن تابعة للإغريق "شعب اليونان
القديم، ولا تابعة أيضاً للرومان شعب إيطاليا القديم".
فموقع "أو جغرافية" كاردوچيا، أو كاردوئين، أو
كورديايا إذن، هو غير موقع "أو جغرافية" بلاد پَهلَوي، أو بلاد فهلة.
فمناطق كاردوچيا، أو كاردوئين، أو كورديايا كأسماء
إغريقية، ورومانية كانت تتحدّد بالأرض التي تحدها([4])
أرمينيا شمالاً، والصحراء العربية جنوباً، ومملكة ميديا القديمة شرقاً، ونهر
الفرات غرباً.
بينما جغرافية الحدود، والمساحة لبلاد فَهلَوي، والمسماة
زمن السلطان سنجارشاه السلجوقي عام 550هـ/1160م باسم كوردستان، بقطعة الأرض
الممتدة بين العراق العربي([5])
"وسط وجنوب العراق" غرباً، والعراق العجمي، أو ميديا الكبرى
"المتمثلة بالأجزاء الشمالية والغربية من إيران في الوقت الحاضر" شرقاً
وخوزستان "الأحواز أو عربستان" جنوباً فلاحظ الاختلاف، وأذربيجان، وديار
بكر "الكوردستان الأناضولي/كوردستان تركيا حالياً" شمالاً. بالاستناد
إلى ماذكره المستوفي القزويني. فأرجو بعد ذلك عدم الخلط بين التسميات اليونانية،
والرومانية الآنفة الذكر من جهة، وإسم پَهلَوي، فَهلَوي "الهندوإيراني"
من جهة أخرى.
أما جغرافية بلاد فَهلَوي-فَهلة، أو پَهلَوي- پَهلة
"فقد عرضناها آنفاً" عن طريق المصادر الإسلامية مقترنة بأقوال ياقوت
الحموي، والمقدسي البشاري، وابن الفقيه. فلا داعي للتكرار هذا من جهة.
وبكلمات أخرى فإن پَهلَوي كان الاسم
الخاص بأراضي الكورد في جبال زاگروس. أما كاردوجيا، أو كاردوئين، أو كورديايا؛ فقد
كانت مخصوصة بالأراضي التي إنتشر فيها الكورد في جبال طوروس، أو بلاد الأناضول ليس
إلاّ.
من ناحية أخرى، يجب الإشارة إلى الأسماء الحالية للمدن
والحواضر التي ذكرناها عن طريق البلدانيّين العرب في معرض حديثهم عن بلاد فَهلة، پَهلة،
أو فَهلَوي، پَهلَوي وهي:-
الري: طهران الحالية، ماه الكوفة: وهي الدينور حالياً،
الطيلسان: وهي مدينة الطالقان حالياً، قرماسين/ قرميسين في أحيان أخرى تعريب إسم
كرمنشاه أو كرماشان. ماسبدان: وهي كورة واسعة أي إقليم زراعي مركزة مدينة سيروان
الواقعة على بعد أميال، من نقطة المنذرية الحدودية في العراق "داخل العمق
الإيراني"، قومس: وكانت تسمية تسري على ثلاث مدائن/ مدن وهي: "دامغان،
سمنان، بسطام" طبرستان أو مازندان الحالية وما والاها. الديلم أو بلاد
الديلم: ويقصد بها الأذربيجان حالياً، ومركزها تبريز "ولم تكن من بلاد الپَهلَويين،
ماه البصرة، وهي السيمرة، وتُسمّى أحياناً مهرجانقذق".
على العموم، من المصادر التي تثبت
إنطباق معنى بلاد الجبل –إقليم الجبال على مانسميه اليوم كوردستان
اولا :- ما قاله الجغرافي العربي / أحمد بن
واضح ، الملقب باليعقوبي([6])
، المتوفي سنة 292هـ/745م ، في
كتابه /البلدان ، حين عَرَّفَ بلاد الجبل - ﺒ(دار الأكراد) -
ثانيا أقوال المستشرق (باسيلي نيكيتين ) حيث يقول:
(( وعندما
نقارن بين العديد ، من المصادر الشرقية ، نتوصل الى إستنتاج أن كوردستان فارس (
فارس أي إيران حاليًا) وبضمنها كوردستان ، (بقصد بذلك باقي أجزاء كوردستان
، في ، تركيا والعراق وسوريه ، ثم أرمينيا ، والأذربيجان كانت تشكل حتى القرن
الثالث عشر ، جزء من الإقليم الذي كان ، العرب يطلقون عليه إسم الجبل ))
راجع : الكورد
( باسيلي نيكيتين ) ص 2 ، ترجمة نوري الطالباني ، دار أخيل/ أثينا اليونان ( بدون
تاريخ ) .
ثالثا :- الأستاذ جرجيس فتح الله([7]) ، حين قال بهذا الخصوص :-
(( ويذكر
الأصطخري : ت في339هـ /951م قائلاً : اللّوربلدٌ خصيب ،
الغالب عليه الجبال وكان من خوزستان ، إلا أنه أفرد في أعمال الجبل ( أي
كوردستان ) لإتصالها به )) إنتهى .
رابعًا :- الأستاذ برهان الشاوي([8])
، حين أشار الى وجود صلة ، بين هذه التسميات : كوردستان ، پهلَو- پهلَوي ، الجبل / بلاد الجبل ، ماهو بالنصّ:
(( كما أكد
الباحث : عبد الرحمن مزوري ، بأن الفردوسي يستخدم لفظ ( پهلَو) بمعنى الجبل ايضًا )) إنتهى .
ونرى مصداقا
لهذه الإشارات ، والمقدمات عبرمانقله الأستاذ ، ( زكي جعفر الفيلي ) ([9])
عن لسان (الفردوسي) ، صاحب الشاهنامه ( المشهوره ) الذي ولد مع الربع الأول ، من
القرن الرابع الهجري / التاسع الميلادي ، بما يؤكد أقوال الباحث ، عبد الرحمن
مزوري ، في إتخاذ الفردوسي ، من كلمة (پهلَو) دلاله على، مايراد به
(الجبل) حيث يُعيّن للفردوسي ، أي الأستاذ (زكي جعفرالفيلي) هذه
الأبيات :
يَكى لَشكرآمَد
أز( پهلو)، بدَشت كه أز كرداتيره كشت /
ماترجمته :
وتحرك جيش من (الجبل) نحو السهل فاسوّد الجّو، من غبار سنابك الخيل
وعن الفردوسي
كذلك ، ينقل لنا زكي جعفر الفيلي :
فرموده
تاجمان بيرون شوندز ( پھﻠو) سوى
دَشت،وهامون شوندو / وترجمة النص :-
قل لهم كي
يخرجوا ، بالجمله من (الجبل) باتجاه السهل.
خامسا :- كما سلط
المؤرخ الكبير (كمال مظهر أحمد) ([10]) ضوءًا ساطعا ،
جدًا على معرفة الكورد المعاصرين ببديهية رجوع اﻠپهلويين ، الى
الأُمه الكورديه ǃǃ من خلال عرضه لمقتطف ورد ، في إفتتاحية العدد الأول
من صحيفة كوردستان ، التي صدرت في الثاني من ، أغسطس/آب سنة 1922م ، على
أيام ملك السليمانيه (طيب الله ثراه) الشيخ: محمود الحفيد ( البرزنچي) حيث أورد
مايلي :-
السلام عليكم أي كوردان ،
أي قومى قه ديمى پهلوى ؛ أي السلام عليكم
أيها الكورد ، ياِ شعب ( پھﻠوﯼ) القديم
وزياده في تأكيد كوردية اﻠپهلويين ، ( المعروفون بالأشكانيين ، نسبة الى مؤسس
دولتهم / أشكان) ، عبر إشاراتٍ وردت على
لسان ، المؤرخ الكبير كمال مظهر أحمد ،
يذكر الدكتورمحمد تقي جون ([11]):
(( إتخذ الأشكانيون ، في أبان قوتهم العاصمة (هيكاتومبيلوس ) ، أي دامغان في
خراسان ( الفارسيه ) . ولكنهم بعد صراعات وخسارات ، أحسوا بضرورة نقل العاصمه
، الى مناطقهم
الكورديه لتسندهم . فحَوّلوها الى ( إكباتان = همدان ) ثم الى طيسفون ( المدائن) . وقد أكد مؤرخون
منهم ، المؤرخ الكوردي الكبير : كمال مظهر أحمد كوردية ، الدولة
الأشكانية .. والامر الحاسم بكورديتهم ، هو تكلمهم بالفهلوية . وقد
طَوّروها فأصبحت أكثر حداثه ،
فكانت فهلويتهم مرحله من مراحل
تَطَوّرها . ))
وهذا مجمل القول، عن إقليم الجبال، أو بلاد الجبل الذي
سماه البلدانيون العرب بلاد فَهلة، أو فَهلَوي أصل مسمّى فيلي في عصرنا الحديث.
ولكي نؤكّد للقارئ، أن مفهوم پَهلَوي أو فَهلَوي كان
يُراد بها الجبال، أو بلاد الجبل. ليس من مصدر تاريخي واحد فقط، فيقال بأننا بنينا
إجتهاداتنا وإستنتاجاتنا على هذا المصدر وحسب وتناسينا أو تجاهلنا بقية مصادر
التراث العربي والإسلامي ولأجل أن نثبت إعتمادنا على أكثر من مصدر واحد نستعرض
مصدرين قديمين آخرين يؤكدان ماذهبنا إليه.
- قال محمد بن جرير الطبري([12])،
المتوفى سنة 310هـ في كتابه –تاريخ الرسل والملوك:-
"مَلَكَ بعد الإسكندر مُلُكّْ دارا، أناس من غير
ملوك الفرس، غير أنهم كانوا يخضعون لكل من يملك بلاد الجبل، ويمنحونه الطاعة.. وهم
الملوك الاشغانيون الذين يدعون ملوك الطوائف.." إنتهى.
|
لاحظ هذه الإشارة:- "غير أنهم كانوا يخضعون لكل من
يملك بلاد الجبل، ويمنحونه الطاعة.. وهم الملوك الاشغانيون الذين يدعون ملوك
الطوائف..".
فملوك الجبال، أو بلاد الجبل هم الملوك الاشكانيّون
أنفسهم، وهم المقصودون بهذا الوصف.
- قال علي([13])
بن الحسين بن علي- أبي الحسن المسعودي المتوفى سنة 346هـ، في كتابه مروج الذهب،
ومعادن الجوهر:-
"وقد تنازع الناس في ملوك الطوائف، أمن الفرس كانوا
أم النبيط، أم من العرب؟ فحكى جماعة من الأخباريين ممن عُني بأخبار الماضين، أنه
لما قَتَلَ الاسكندر دارا بن دارا تغلب كل رئيس ناحية على ناحيته، وكاتبهم
الاسكندر فمنهم فرس، ونبيط، وعرب.
وكان مراد الاسكندر من ذلك، تشتيت كلمتهم، وتخريبهم
وغلبة كل رئيس ناحية منهم على الصقع الذي هو به.
فينعدم نظام الملك، والانقياد إلى ملكٍ واحد يجمع كلمتهم
ليرجع إليه الأمر.
إلاّ أن أكثرهم، كانوا ينقادون إلى الاشغانيّين، وهم
ملوك الجبال من بلاد: الدينور، ونهاوند، وهمدان، وماسبدان، وأذربيجان. وكان كل ملك
منهم يلي هذا الصقع يسمّى بالاسم الأعم أشغان؛ فقيل لسائر ملوك الطوائف
"الاشغانيّون" إضافة إلى ملك هذا الصقع لانقيادهم إليه" إنتهى.
لاحظ هذه الإشارة:-
"إلاّ أن أكثرهم، كانوا ينقادون إلى الاشغانيّين،
وهم ملوك الجبال" فكان المراد بملوك الجبال/بلاد الجبل هؤلاء الملوك المسمون
بالاشكانيّين أو الاشغانيّين على لسان العرب قديماً، وذلك نسبةً إلى أشكان الملك
الأول، الذي أسّس هذه السلالة المالكة.
أما المصادر الحديثة، التي تصف الاشكانيّين بالجبليّين
فهو كتاب القوميات العراقية للكاتب جرجيس جبرائيل هومي، حيث يصفهم بـ(الپرثيّون
الجبليّون)([14])،
أو "الپرثيّون الجبليّون التابعون إلى الشعب الأشكاني".
اللون
الغامق يمثل الدول والممالك التابعة للدولة الاشكانية بين 250ق.م إلى 226-227ق.م
لاحظ
اختلاف شكل الخرائط، التي نعرضها لاختلاف المصادر التي ننقل عنها ذلك
كما أن المحامي عباس العزاوي، في مخطوطة أعدّها عام 1931م،
ثم صدرت بعد ذلك في بغداد عام 2003م بعد أن حققها حسين أحمد الجاف، أكّد هذا
المفهوم أي كون الپرثيّين (أناس جبليّون) على أحفادهم هذه المرة متمثلاً ذلك بالفيليّين
في العصر الحديث كذلك حيث نقرأ:- في الصفحة (174) من تاريخ الفيلية للمحامي عباس
العزاوي مانصه:-
"إن الناس عندنا، في العراق العربي، يسمون اللور
الصغرى بـ(الجبل) والقوم بالفيلية؟! ولاينطقون بلفظ (اللور) الصغرى المعروفة عند
الفرس بـ(لورى كوجك)" إنتهى.
مامعناه أن عرب العراق قديماً، كانوا يسمون اللور الصغرى
بـ(الجبل) والقوم بالفيلية؟! وهذه الصيغة أو هذا الاصطلاح، يعدّ في الحقيقة إشارة
علمية دقيقة لها مايؤكد صحتها تاريخياً أو زمنياً أيضاً، فالمصادر العربية
الإسلامية تصف بلاد اللور-لورستان بأنها كانت في بادئ الأمر، تابعة لإقليم خوزستان
(أي الأحواز- عربستان) ثم فصل عن هذا الإقليم، وألحق ببلاد الجبل (بلاد فَهلة، أو فَهلَوي)
في العصور القديمة لاتصاله ببلاد الجبل([15]).
وتتمثل هذه
المصادر بتقويم البلدان، للملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن علي الملقب بأبي
الفداء، المتوفى سنة 732هـ/1332م.
أي أن هذه
الإشارة، التي جاء على ذكرها أبي الفداء قد وردت بعد سقوط بغداد، بأربعة وسبعون
عاماً في كتابه تقويم البلدان.
وكذلك صبح
الأعشى في([16])
صناعة الانشا، لأبي عباس أحمد بن علي الملقب بـ(القلقشندي) المتوفى سنة
821هـ/1418م.
إن هذه
الإشارة التي جاء على ذكرها القلقشندي قد وردت في كتابه صبح الأعشى.. بعد سقوط
بغداد بيد المغول بمائة وستين عاماً حيث جاء في وصف بلاد اللور- لورستان في هذين
المصدرين الآتي:-
"هي البلاد التي تقع بين إقليم الجبال في الشمال،
وإقليم خوزستان، الأهواز في الجنوب، والعراق في الغرب، وأصفهان في الشرق، وكانت
تتبع إقليم خوزستان إلى عهد الخليفة هارون الرشيد، ثم فصلت عنه، وألحقت ببلاد
الجبل لاتصالها به" إنتهى.
لاحظ هذه
الإشارة الأخيرة "ثم فصلت عنه، أي عن خوزستان/الأحواز، وألحقت ببلاد الجبل
لاتصالها به".
كما أن
ذلك معناه تاريخياً، أنّ إقليم اللور- لورستان كان إمتداداً طبيعياً مكملاً لبلاد
الجبل أو بلاد فَهلة/فَهلَوي مايدل على هذا الأساس، صحة التحاق اللور، وكفرع
بالفيليّين، كأصل حقيقي لهم. وبالتالي إنطباق هذه الحقيقة التاريخية مع المفهوم
العراقي لاصطلاح الفيلي كشريحة واسعة، لاينظر إلى اللر في هذه الحالة إلاّ كعشيرة
واحدة، من مجموع العشائر التي يتكون منها الفيليّون كما أوردنا ذلك سلفاً، عكس
المفهوم الإيراني الذي ينظر إلى الفيليّين كفرع من اللر، طالما سميت بلادهم
لورستان.
وذلك آتٍ
بلا ريب من الجهل التام، بالمساحة الهائلة التي كان يشغلها إسم فَهلَوي أو فَهلة
أصل كلمة فيلي الحديثة، بالمقارنة مع البقعة الصغيرة التي كان يشغلها إسم لور، هذه
البقعة التي عدّت منذ القرون الوسطى كجزء يَتّبع فَهلَوي، أو بلاد فَهلة- أرض
الجبال.
ومن باب
آخر، أن بلاد اللّور –وهي لورستان- "جهات إيلام، خرم آباد في ايران وشمال شرق محافظة واسط، وشمال شرق
محافظة ميسان في العراق وباقي مناطق كوردستان الجنوبية متمثلة بكرمنشاه في إيران وجهات شرق محافظة
ديالى في العراق ، " بالنسبة لوقتنا الحاضر كانت منذ أيام الخليفة هارون
الرشيد "170هـ/786م-193هـ/809م" جزء عضوي من بلاد الجبال "بلاد فَهلة-فَهلَوي".
وماقام به
العباسيّون من إلحاق هذا الصقع "أي البقعة الجغرافية أو الإقليم" ببلاد
الجبل، كون هذا الصقع كان إمتداداً طبيعياً لبلاد الجبل-إقليم الجبال.
فالتسمية
الإدارية كانت بلاد اللور، أو لورستان في حين أن التسمية القومية للأمة التي سكنت
هذا الصقع (أي الإقليم) هو فَهلة أو فَهلَوي نسبةً إلى الفَهليين، أو الفَهلَويين،
وفي وقتنا الحاضر يسمّون بالفيلية والفيليّين وهم في الأصل إحدى شرائح الأمة
الكوردية.
وإسم
الجبل، أو إقليم الجبال جاء كوصف طبيعي لتضاريسها الجغرافية ليس إلاّ.
كما ورد على لسان محمد علي عوني، وهو المعرب لكتاب
الاستاذ محمد امين زكي، ملخص تاريخ الكورد وكوردستان ، في الهامش (1) في الصفحتين
(319، 320) من الكتاب المذكور ملخص تاريخ الكورد وكوردستان ، طبعة القاهرة عام
1939م : " وجاء في الجزء الثاني ، ص384 من ( احسن التقاسيم) للمقدسي في اقليم
الجبال: وقرات في بعض الكتب ان الري واصفهان ليستا من بلاد البهلويين. وانما هي
همذان ، ومهرجانقذق وهي السيمرة. وماه البصرة وهي نهاوند، وماه الكوفة وهي الدينور
. وورد في ابن الفقيه تحت عنوان ( القول في الجبل ) ، ويسمى هذا الصقع بلاد
البهلويين. فهذه نصوص تدل على ان الكورد هم البهلويون، والميديون ببلادهم ولغتهم
وسائر مميزاتهم القومية والجنسية" انتهى .
إن مايثبت
قولنا فيما يخص هذا الوصف من مصادر حديثة، كتاب الدكتور زرار صديق توفيق الموسوم
القبائل([17])
والزعامات القبلية الكوردية في العصر الوسيط فأرجو مراجعة هذا الكتاب لمن يريد
تكوين فكرة أشمل في هذا الباب.
الصلة التاريخية للفيليّين بالعراق:
قرأنا كما
مرّ بنا، في المواضيع السابقة، عن بلاد فَهلة، بلاد پَهلَوي أنها كانت تسمّى
"بلاد الجبل-إقليم الجبال" حيث مررنا على ماقاله الجغرافي العربي ابن
الفقيه في مختصر البلدان، في موضوع "القول في الجبل" وكيف أن
البلدانيّين العرب "القدامى" عزلوا عن بلاد الجبل شمال، وجنوب، وشرق،
ووسط إيران باستثناء مناطق غرب هذا البلد، التي يخصها بالذات هذا الاصطلاح أي فَهلة/فَهلَوي،
وهي الأصقاع التي مازالت مسكونة بالعنصر الكوردي "عدا إقليم
الأحواز-عربستان".
ويسأل
سائل: إن بلاد فَهلة/ فَهلَوي إذن خاصة ببلاد غرب إيران، وإن الفيليّين بعد
إستعراض هذه المعلومات، والإشارات التاريخية إيرانيون ليس في عصرنا الراهن فحسب،
بل منذ تاريخ، وزمن قديم؟! ينوف على الألف عام أو يزيد، فكيف تريد بعد ذلك، أن
تخترع لهم وجوداً قديماً في العراق من الناحية التاريخية، أيعقل ذلك، بعد كل هذه
الحقائق والمدونات؟!
الجواب:
علينا أن
نتريث في إصدار الحكم النهائي، بشأن مايخصّ جهات بلاد فَهلة، أو پَهلَوي قليلاً!!
حيث أن ابن الفقيه، وغيره من الجغرافيّين "أي مايعرفون بالبلدانيّين
قديماً" الذين ذكرناهم، بعد أن يستعرض أسامي مدن إقليم الجبال مثل: همدان،
ماه البصرة، وقرميسين.. وغيرها ينهي كلامه بالعبارة الآتية "وماينسبّ إلى
الجبل".
كاتافراكت: أو أحد حملة الرماح، في الجيش
الاشكاني، يصارع أسداً.
ولهذه
العبارة "وماينسبّ إلى الجبل" دلالتها التاريخية والجغرافية المهمة، وهي
إشارة تكتسب مكانة كبيرة في إظهار معانيها الدقيقة، والشديدة في أهميتها.
فلو امعنا النظر في مدن الشريط الحدودي الفيلي في العراق
"إن جاز لنا قول ذلك"، وهي محاذية، بل ملاصقة لبلاد الجبال "إقليم
الجبل" أو بلاد فَهلة قديماً، جبال زاگروس التي يقع وراءها، أو إلى الشرق منها
بلاد إيران حديثاً.
فسنرى أن الكثير من المدن الفيلية تحمل إسم الجبل في أساميها
العربية نحو:-
- بلدة "كاني سخت" أي العين الصخرية. وهي بلدة
تتبع في إدارتها قضاء بدرة في محافظة واسط "لواء الكوت سابقاً" تسمّى
ناحية الجبل.
- بلدة "منصور بيك" نسبةً إلى إسم أحد شيوخ كلهر
"من عشائر المنطقة المحلية"، وهي تابعة أي "منصور بيك" إلى
قضاء المقدادية "شهربان سابقاً" في محافظة ديالى، تسمّى بـ"منصورية
الجبل".
- بلدة مندلي:- الـ"بندنيجان، أو بندنيجين"
قديماً تعرف بأنها تقع في لحف الجبل، ولحف الجبل أي سفحه، أو نهاية سفوحه.
ولو ترجمنا مسمّى الـ"بَندانَجين، أو بَندَنيجين"
فسنرى أن معنى الاسم هو الحدّ، الطرف، أو الحافة المباركة؟!([18])
وهو لفظ غريب كما يبدو ذلك للوهلة الأولى، فما السرّ وراء هذا المعنى؟
ونجيب: إن السّر يكمن في أن "بندا-بفتح الباء وسكون
ما بعد ذلك من حروف" وهو المقطع الأول في هذا الاسم، هو الأصل لكلمة
"بن، أو بناوان" في حالتي المفرد والجمع. وتعني الحدّ، أو الحافة، أو
الطرف. والمقصود بذلك حافة أو نهاية الجبل "وهو حدّ بلاد الجبل" أما
المقطع "نجين-بفتح النون، وسكون مادون ذلك من حروف" فمعناه الطيب، أو
المبارك، أو الطهور "بفتح الطاء" إشارة إلى وفرة الخيرات في هذه البقعة
قديماً، ولامتيازها بالبركة. حيث كانت تضم البساتين الوارفة، والأراضي الخصبة،
فاستحسن الناس لذلك بها السكن، ورغم اننا خرجنا عن سياق الموضوع قليلاً لأجل
الفائدة.
غير أننا نؤكد، بعد هذا العرض القصير،
أن بلاد الجبل عرفت بكونها أرض أو بلاد الفيلية- تاريخياً أيضاً؟ ودليلنا على ذلك
ما قاله المحامي عباس العزاوي في تاريخ الفيلية، حيث جاء ماهو نصه:-
إن الناس عندنا في العراق العربي،
يسمون اللور الصغرى بـ"الجبل" والقوم "بالفيلية" ولاينطقون
بلفظ "اللور" الصغرى المعروفة عند الفرس بـ"لوري كوجك" إنتهى
المقتبس.
- كما ويقول عبد الرقيب([19])
يوسف بهذا الصدد:-
"وكذلك أدخل ابن الفقيه الهمداني
"حلوان"، وكذلك مندلي "بندنيجين" وشهرزور، بدرة، وجسان،
"پشتكوه" ضمن إقليم الجبل، وذلك في ص210 من مختصر البلدان" إنتهى.
من ذلك يظهر أن لبلاد الجبل- إقليم
الجبال، إمتدادات فعلية داخل الأراضي، والمناطق العراقية، يتمثل ذلك بوجود الكورد
الفيليّين فيها. وهم شعب، وسكان إقليم الجبل، أو بلاد فَهلة، فَهلَوي قديماً.
وهذا الواقع ينسجم مع أقوال المحامي
عباس العزاوي ومفادها "يسمون اللور الصغرى بالجبل والقوم بالفيلية".
كما نقرأ بشأن إصطلاح "فَهلة أو پَهلة" في
عصرنا الحديث عن لسان الأستاذ مهرداد آزادي أستاذ لغات وحضارات الشرق الأدنى في
جامعة هارفرد([20])،
ولاية ماسوشست الأمريكية، ومايخص مجاميع من العشائر الكوردية في شرق دجلة من أراضي
العراق مايلي:-
"تجمع ثةهلة "فةيلى"([21]).
ويبدأ هذا التجمع من بعقوبة شمال شرقي بغداد إلى خوزستان، واللهجة لكية والمذهب
شيعي أو يارساني، والقبائل هي:-
باپیرە وەند، براسپی، جای
دەرە وەند، دوستەلی وەند، گوران، هەیوەری، مەمەسی وەند، مەمی مەمووس، مەراڵ، مراوەرزی،
مرادخانی، نەورووزە وەند، نوسی وەند، بابی، شەکەربکی، شەرەکە، سلیمان خانی، زەرگووش" إنتهى.
من ذلك نرى، أن قدم وجود الفيليّين في العراق فيما بين
شمال بعقوبة*، وجهات خوزستان**، وهي تمثل جهات شرق دجلة من أراضي العراق
أمر واقع وليس أمر عارض أو إعتباطي. وقع في عصرنا الحديث.
إننا نرى خصوصية بقاع فَهلة-فَهلَوي، أو پَهلة-پَهلَوي
في مصادر أخرى، أي الخصوصية الكوردية والمعروفة باسم وصفي وطبيعي لأراضيها
وتضاريسها وهو بلاد الجبل، أو إقليم الجبال، تتأكد من خلال اقوال أحمد بن واضح ،
الملقب باليعقوبي المتوفي ،بعد سنه 292ه /745م في كتابه البلدان*** . واصفًا بلاد
الجبل بكونها ( دار الاكراد ) أي بلاد الأكراد
ومن خلال ما نقله محمد بن حسين بن محمد الكشغري، والمتوفى سنة 466هـ/703م
في كتاب "ديوان لغات الترك" الذي وضعه في بغداد، وهو شخص من عامة الناس
على الأرجح، أول من يطلق تسمية كوردستان([22])
على بقاع فَهلة/فَهلَوي أي بلاد الجبل.
وهذه السمة الكوردية لبلاد الجبل "بقاع فَهلة/ فَهلَوي"
كانت راسخة في أذهان العوام- أي عامة الناس، منذ القرن الثالث الهجري، ايام
اليعقوبي الى القرن الخامس الهجري ايام محمد الكشغري، أي قبل إعلان إسم كوردستان بشكل
رسمي على يد الملك سنجارشاه السلجوقي بنحو قرن من الزمن، بل قبل ايام الكشغري بنحو
قرنين ونصف قرن ، وقد صادف إنشاء ولاية كوردستان عام 550هـ/1160م كما مر في
المواضيع السابقة.
ويبدو أن إقليم الجبال، تعرض إلى الانحسار، والتضاؤل في
مساحته إلى درجة كبيرة، بحيث إقتصر على منطقة پشتكو لأسباب قد تعود بطبيعة الحال
إلى رغبة الحكام والملوك في هذا التقليص، ويظهر هذا الوضع جلياً من خلال مانقرأه
عن تفسيرات معاني مندلي على لسان محمد هادي الدفتر، وعبد الله حسن حيث جاء:-
"قالوا عنها، والمقصود([23])
بذلك بلدة مندلي، بلدة مشهورة في طرف النهروان، من ناحية الجبل من أعمال بغداد،
ويريدون بالجبل (پشتكوه)" أنتهى.
لاحظ هذه العبارة "ويريدون بالجبل پشتكوه"،
وهي مناطق الفيلية الآن، علماً أن المحامي جمال بابان في هذه الإشارة التي وردت في
كتاب أصول أسماء المدن والمواقع العراقية قد إستند إلى العراق الشمالي-للأستاذ
محمد هادي الدفتر، وعبد الله حسن دون ذكر الصفحة.
وإذن فإن تقليص مساحة إقليم الجبال برقعة اللور الصغير
أو الأصلي، هو الذي أضفى على منطقة پشتكو هذا التعريف أي الفَهلي "نسبةً إلى
بلاد فَهلة" والمكرّد إلى فيلي حديثاً.
وهذا تعليل تسمية اللور الپشتكوهيّين
أي القاطنين في پشتكو بالفيلية، من أصل فَهلية نسبةً إلى بلاد فَهلة "التي
كانت قديماً أوسع بكثير من أراضي الفيلية في عصرنا هذا".
عدا كون الفَهلَويين تاريخياً، قد
إتخذوا مناطق اللور الصغير، جهات پشتكو مهجراً كبيراً لهم، أو وطناً ثانياً بعد
الوطن الأوّل وهي خراسان رغم تواجد أنسباء ونظراء الفَهلَويين من قبائل الزاكروتي
إحدى فروع السكائيّين القديمة في المنطقة، قبل ظهور الاشكانيّين كقوة عسكرية لها
وزنها بآلاف السنين، بدليل الشبه اللغوي الكبير بين الكوردية الفيلية، واللغة الپَهلَوية،
بحسب آراء المستشرقين، واللغويّين التي عرضنا قسماً منها فيما سبق.
والعجيب أن الكثير من الأسماء التاريخية قديماً قد تقلصت
جغرافياً، لتقتصر على مساحة ضئيلة جداً في الوقت الحاضر.
- كتقلص إسم البحرين([24])
الذي كان يطلق على معظم دول الخليج العربي لاسيما الساحل الغربي ليقتصر على جزيرة
البحرين في عصرنا هذا.
- وتقلص إسم الشام، الذي كان يطلق على سوريا ولبنان،
وفلسطين، والأردن تاريخياً ليقتصر على مدينة دمشق عاصمة سوريا لوحدها فقط في عصرنا
هذا.
- وتقلص اسم فارس الذي كان يشمل كل ايران ، قبل عام 1935([25])
فما دون ، ليقتصر على محافظة صغيرة في جنوب غرب ايران حالياً .
- وتقلص([26])
اسم مسكوفا، او مسكوبيا الذي كان يشمل كل روسيا الاتحادية، في القرون الوسطى،
ليقتصر على مدينة موسكو لوحدها في عصرنا هذا.
- وتقلص اسم الأندلس {{من أصل فندلوسيا، أندلوسيا
نسبة الى قبائل الفندال/ الوندال}} الذي كان يشمل، معظم أراضي اسبانيا. ليقتصر
على مقاطعة ادارية صغيرة، في جنوب هذه البلاد اليوم.
- ومن ثم تقلص إسم فَهلَوي، فَهلي الذي كان يطلق على
معظم مناطق جبال زاگروس بين العراق وإيران وهي كوردستان القديمة ليقتصر على منطقة
إيلام الحدودية ليس إلاّ.
إن تأسيس الاشكانيّين "الپَهلَويين" عاصمتهم
المدائن في العراق، قرب سلمان باك، والتي إتخذها الفرس الساسانيون بعد قضائهم على
الدولة الاشكانية عاصمة لهم على غرار مافعل الاشكانيون قبلهم حسب
المصادر أدناه:-
·
تاريخ العمارة
العراقية، في العصور المختلفة، تأليف: شريف يوسف، بغداد، عام 1982م، ص195.
·
إيران في عهد
الساسانيّين، تأليف: آرثر كريستنسن، ترجمة: يحيى الخشاب، القاهرة، عام 1957م، ص6.
·
ملامح من
التاريخ القديم، ليهود العراق، تأليف: الدكتور أحمد سوسة، بغداد، عام 1968م، ص160،
161.
·
الصراع العراقي
الفارسي، عن مجموعة من المؤرخين والأساتذة في الجامعات العراقية، بغداد، عام
1983م، ص97.
علماً لو أننا شئنا لأضفنا أضعاف هذه المصادر، إلاّ أننا
لم نفعل دفعاً للإطالة.
(كاتا فراكت) او حملة الرماح، من قطعات الجيش الاشكاني.
إن تأسيس الفَهلَويين
عاصمتهم المدائن في العراق، قرب منطقة سلمان باك حالياً، حسب جميع المصادر المارة الذكر.
يؤكد قدم وجود الفيلية في العراق إلى حدود عام 139ق.م، أو العام 142ق.م باختلاف التواريخ،
وهو العام الذي دخل فيه الملك الأشكاني متريدات الأول العراق، مبتدئاً بذلك العصر
العراقي في عهد هذه الدولة الكوردية القديمة، التي تحول مركزها الإداري أي عاصمتها
همدان في ميديا إلى العراق في العاصمة "طيسفون-أو المدائن".
فالوجود الكوردي الفيلي، قديم جداً في الواقع على التراب
العراقي، ولايتحدد زمنه بالقرن السابع عشر الميلادي كما هو متداول في المصادر
العراقية التقليدية. وإن ضياع هذه الحقيقة الكبرى ناجم عن إهمال التاريخ الكوردي
عامةً، وتاريخ الاشكانيّين بخاصة. الاشكانيّون المعروفون بتلقبهم بلقب الفَهلَوي
ترخيمها "فَهلي" أصل كلمة "فيلي" الحديثة.
وتبقى هذه
الحقيقة، رغم ما تتسم به من حياد وعلمية ، خاضعة للرد والمناقشة بحكم مزاج
المتطرفين ، وأهواء الجهلة ، أو من قبل من نتوهم ، أنه يهمهم مثل هذا الموضوع من
أهل الحل والعقد .
علهم يعيرونه شيء ، ولو يسير من المكانة والأهمية ، ولكن
أين واقع الاعتراف بهذه الحقيقة المنسية ، من عدم الاعتراف بموضوعيتها. وتلك هي
الطامة الكبرى!!
اشارات اضافية أخرى، في المصادر العراقية نفسها، على قدم
الوجود الكوردي الفيلي في العراق!!!
سبق وان اشرنا الى ما كتبه المحامي عباس العزاوي، في مخطوطه
القيم الذي مررنا على ذكره حول الكورد الفيليين عند بحثه عنهم، في كتابه الذي صدر
في بغداد عام 1931م. الموسوم تاريخ الفيلية ولاجل اتمام الفائدة، نقوم هنا بجولة
سريعة في المصادر العراقية القليلة الباقية، التي تطرقت الى وجودهم البعيد في
قدمه، في تاريخ هذا البلد.
وهذه المصادر بحسب ترتيبها الزمني:
يقول محمد أمين
زكي ، في الصفحتان :- 32 ، 33 من ملخص
(تاريخ الكورد وكوردستان ) ، طبعة القاهرة عام 1939م :-
(( ... يجب علينا باسم العلم ، و الحقيقة ان
نعترف بان الكورد في العراق .لا ينحصرون في ولاية ((الموصل)) القديمه فقط ،بل ان
قسما غير قليل منهم ،مقيمون في الوية ((بغداد )) و(ديالا) و ((الكوت)) ايضا . فكما
ان كتاب ((مفصل جغرافيه العراق )) اهمل هذا القسم من الاكراد، فقد ابتعد ايضا
عن الحق كثيرا ،في صدد تعيين الحد القومي الجنوبي للكورد. ونحن هنا اظهارا للحقيقة
المحضة ، وخدمة للتاريخ، نوضح هاتين النقطتين فنقول:-
I - ان جميع الاكراد المقيمين في
لواء ((بغداد)) يسكنون تقريبا في مدينه ((بغداد)) وان العدد الحقيقي لهولاء
الاكراد ، وان كان غير معروف تماما لكنه يتراوح بين خمسة وعشرين، وثلاثين الف نسمه
، واما سكان لواء ((ديالا)) فعددهم بموجب السجل الرسمي، هو اكثر من الغير.و اهالي
ناحيتي ((هورين)) و ((شيخان)) و (قوراتو- خوراتو) باجمعهم اكراد .كما ان الاكثرية
الساحقة، من سكان ناحية (خانقين) ومدينتها هم اكراد ولاشك .ويوجد قسم منهم في
ناحية ((قزلرباط)) في المركز نفسه وفي الاطراف. وكذا يوجد في قضاء ((شهربان)) ايضا
قسم منهم كبير. وفي قضاء ((مندلي)) تقيم
عشيرة (قره لوس) الكوردية التي يبلغ تعدادها (500) اسرة تقريبا. وفي ناحية ((قزانية))
تقيم بعض العشائر اللورية. فقريتا ((دو شيخ)) و ((درو)) كورديتان. وفي مركز
الناحية (قزانية) نفسها يقيم فريق من الكورد، هم فرقة ((قزنالويه)) من عشيرة
((باجلان)) الشهيرة. هذا وقصبه ((مندلي)) فيها ثلاثه احياء ، سكان أحدها اكراد
باكملهم . ويقيم بعض من العشائر، والفلاحين اللور بقضاء ((بدرة)) في ناحية
((زرباطية))، وفي ناحية ((شيخ سعد)) بقرية (بكساية - باغى شاهى ) والظاهر ان تعداد
الكورد في اقضية (خانقين) و (شهربان) و(مندلى) و (بدرة) و (شيخ سعد) لايقل عن
اربعين الف نسمة . )) انتهى الاقتباس.
* القوميات العراقية، ماضيها وحاضرها، والذي صدر في
بغداد عام 1959م، للاستاذ جرجيس جبرائيل هومي. أحدأعضاء اتحاد الادباء والكتاب
العراقيين، ومن أعضاء جمعية المحاربين القدماء كذلك. حيث يقول في الصفحة 150، من
مؤلفه الخالد، لدى تناوله وجود الأكراد في العراق. قائلاً: {{عدا (اللوريون) في
لواء العمارة، والكوت}} انتهى.
(*) القومية الكوردية، وتراثها التاريخي، للاستاذ هادي
رشيد الجاوشلي، والذي صدر في بغداد عام 1967م حيث نقرأ في الصفحة 27، ما هو نصه:
{{كما ان اكثرمن ثمانين بالمائة، من سكان قضائي خانقين، ومندلي، وجلولاء في لواء
ديالى هم من الأكراد. بالاضافة الى وجود أكثرية كوردية في بعض مناطق لواء الكوت:
كبدرة وجصان، وبعض القرى في لواء العمارة المتاخمة للحدودالايرانية. هذا بالاضافة
الى وجود، أقلية كبيرة من الأكراد القاطنين في العاصمة}} انتهى.
(*) التوزيع اللغوي الجغرافي، في العراق، الاستاذ
الدكتور ابراهيم السامرائي، والذي صدر في بغداد عام 1968م. حيث يقول في الصفحة
252، من كتابه الانف الذكر ماهو بالنص:
{{الفيلية: وهي لغة الأكراد في المراكز، المحاذية للحدود
الايرانية: في الوية الكوت، والعمارة، وديالى}} انتهى.
وتعقيبا على ما ورد في هذه المصادر، من نتفٍ و اشارات
واضحة، بشكل لايشوبه اللبس،تدلل على قدم الوجود القومي للشعب الكوردي في بلاد
مابين النهرين .
المتمثل محليا بأكراد الوسط والجنوب من العراق، بما في
ذلك الكورد الفيليين. فان لنا ان نقر بان هذا الوجود المغرق والبالغ في قدمه،
ليمثل تواجدا عراقيا اصيلا للكورد الفيليين في هذه المناطق والجهات من البلاد. فلو
ان هذا التواجد اقتصر على بغداد وحدها فقط، ومراكز المحافظات الأخرى وكفى. لذهبنا
الى ان هؤلاء الناس اجانب ، غرباء ألجأتهم ظروف المعيشة الصعبة، والمترديه في
بلادهم، هذا اذا كانوا فعلا ، وعلى سبيل الفرض غرباء عن العراق!! للتوافد والاقبال
كضيوف طارئين على هذه المدن والمراكز. جريا وراء مصادر الكسب والارتزاق، وتامين
متطلبات المعيشه . ولكن تواجدهم في بلدات وقرى حدودية نائية، لا تتوافر فيها فرص
العمل الملبيه الى حاجتهم الماسه ، إلا في حدود ضيقة. وانعدام وسائل الراحة
والانتجاع، عدا غياب عوامل الاستقرار، و الجذب الاقتصادي الذي لا نراه، الا في
الحواضر والمدن الكبيرة وسواها من مغريات الهجرة والاغتراب . ما يجعلنا أن نسلم
بالحقيقة التي تهتف بعراقية هؤلاء القوم. سوى أنهم يفتقدون إلى سبل التعبير عن
إنتماءاتهم في صورة كتب أو مطبوعات تتعرض بشكل اكثر بيانا، ووضوحاً لطبيعة أوضاعهم وشؤنهم
الاجتماعية. والذي ادى إلى هذا الخلل واضح
ومعروف؛ لان لهجتهم الفيلية او كورديه الجنوب ( كورديه وسط وجنوب العراق) لم يكتب
بها لحد الآن، الا في حدود ضيقة جدا، كما ان انعدام صيغة كتابة ، أو أبجديه خاصة تدون
بها الفيلية، في صورة الالفباء الكوردية المعتمدة في اللهجات الكوردية الباقية، كي
يعبر بها ومن خلالها الفيليون عن أنفسهم لغرض التلبيه ، والاجابة عن الكثير من
الأسئلة التي تشغل بال الناس عن بداياتهم، وجذورهم، بل وكذلك انتماءاتهم!! كي يضعوا
حدا لكل الملابسات و التقولات، التي تطعن وتشكك بمرجعيتهم البديهية للعراق، وفي
ولائهم لحكوماته ما تسبب في مأساتهم قبل ذلك في تفاصيل يطول شرحها والحديث عنها. للفائدة
و الاطلاع ننصح بمراجعة المقدمة، في بداية كتابنا ( الكورد الفيليّون، الامس والغد
/ ملخص تاريخ الكورد الفيلييّن في العراق ) .
ونختم هذا البحث بما جاء من اشارات أخرى، تكشف بجلاء ،
ووضوح عن قدم الوجود الكوردي الفيلي في
العراق ايام العثمانيين، على ما أورده الاستاذ عبد الرقيب يوسف في مؤلفه، حدود
كوردستان الجنوبية، تاريخيا وجغرافيا: الذي صدر في السليمانية عام 2005م. حيث يقول
في الصفحة 23، ما هو بالنص:
{{أما في عهد إمارة بابان، التي كانت حاضرتها مدينة (قةلآضوالان) ثم مدينة السليمانية. بعد بناءها سنة 1784م، فقد منحت مندلي لامراء
بابانيين اكثر من مرة فقد أعطاها كريم خان الزند (1191هـ/ 1778م) للأمير خالد باشا
بابان، مع بدرة وجسان (جصان).}} انتهى
كما يورد الاستاذ عبد الرقيب يوسف في المصدر عينه،
الصفحة 224ما هو أدناه نصا:
{{ان وصول نفوذ البابانيين احيانا الى مندلي، بدرة،
وجصان. سواء مباشرةً أو على سبيل الاقطاع، انما كان للناحية القومية التي لها
أثرها في ذلك. طالما كانت من المدن الكوردية، مثلما وصل نفوذهم خانقين اكثر من مرة
}} انتهى.
الخلاصة في فقرات
1- اول مصدر ذكر اسم فَهلي، (اصل كلمة فيلي) هي الشاهنامة
للفردوسي في القرن الرابع الهجري، الموافق للقرن التاسع الميلادي التي استند فيها
على الشاهنامة الكوردية([27]).
2- اول مصدر عراقي ذكر اسم فيلي (من اصل فَهلي ) هو التاريخ
الغياثي ، للمؤرخ عبدالله بن فتح الله البغدادي([28])
.
3- اول من قسم المناطق الجنوبية من بلاد الجبل او بلاد فَهلة،
(كوردستان القديمة) الى اقليمين باسم اللور الكبير ، واللور الصغير هو الملك حسين
بن حسنويه الكوردي، مؤسس الدولة الحسنويهية، من عشيرة برزيني، او البرزيكاني، من
فروع العشائر الگورانية، المعاصر للخليفة العباسي المستقفي بالله بن الخليفة
المعتمد بالله العباسي. حيث وزعها بين ابنيه، بدر كحاكم على اللور الكبير، وابو
منصور حاكماً على اللور الصغير([29]).
وقد دامت الدولة الحسنويهية الكوردية في كوردستان ( المناطق الكوردية بين العراق
وايران ) والتي سمي ملوكها بملوك الجبال، بين 897م – 985م ([30]).
للاستزاد عن الدولة الحسنويهية الكوردية راجع:
- الصفحة 69، من تاريخ الدول والامارات الكوردية، في العهد
الإسلامي، محمد أمين زكي، ترجمة محمد علي عوني، القاهرة 1945م. راجع كذلك:
- الصفحات مابين الصفحة 99، والصفحة 109، من الوجيز في
تاريخ إيران، الجزء الثاني، للدكتور حسن الجاف، بغداد علم 2003.
- راجع كذلك
المصدر الكوردي : مێژووی حەسنەوەیهی ، وعەییاری –تاريخ الحسنويهييّن ، والعياريين . للعلامه محمد جميل
بَندي الروزبياني ، بغداد – دار الحريه للطباعه 1996م .
هوامش الفصل الثاني
(12) راجع بحثنا في
جريدة حمرين، العدد (135) الصفحة (4) عدد الخميس 19 آب 2004م رجب 1425هـ، السنة
الثانية عشرة.
راجع كذلك:
بلديات العراق في العهد العثماني، عبد العظيم عباس صادر في بغداد عام
1427هـ/2007م، راجع الهامش أسفل الصفحة (206).
* ومن الدلائل التي
تثبت وجود الكورد الفيليين الى الشمال من بعقوبة (مركز محافظة ديالى) منذ القدم تسمي
احدى النواحي وهي خرناباد – خرنابات –باسم خرم اباد (مركز محافظة
لورستان في ايران) باعتراف المؤرخ عبدالرزاق الحسني بذلك، راجع الصفحة 214، من
العراق قديما وحديثا ط،1 مزيده ومنقحة . بغداد 2013م
**
-
عن الصفحة 17 ،من الجزء الثاني (العراق بين احتلالين) لعباس العزاوي ، بغداد عام
1353هـ / 1935م (( ان مدينة العمارة قد سكنتها، في البداية عشيرة (دوزادة )
الكورديه الَفيليه )) .
وعن الهامش 21
من الصفحة (18) من كتاب – ( فەرهنگی لەک ولوڕ ) قاموس عشيرتي اﻠ ( لَكّ )
و اﻟ (لوڕ) الكورديتان ،
جمع < حميدي ايزد ﭘناه > لێدوان و پەراوردی کردنی،( بحث ومقارنة ) - محمود زامدار -چاپخانەی کۆڕی زانیاری کورد / عن مطبعه
المجمع العلمي الكوردي ، ببغداد عام 1978 ، نقرا :
(( ... تیرەی رواو – رێبوار
– یا ( مە ڵخە تاوی ) کەبە پەرش وبڵاوی ، لە دەوروبەری : ْکووت و، ئا بادان و، بەدرە
و ، جەسسان و، دیالە و، حیلە و ، نە عما نیە و ، موسە ییە ب و، کووفە و ، وخوڕەم شە
هرو، ئەهوازدا دەژین ، بەشێوەیەک دەدوێن هەم کورد، وهەم عەرب لێیان تێ دەگا ، وک :
کوشتنەم : كتلوني
سەرم برین : ذبحونى
یان وەکوو : ياشيخ
ياشيخ
یا ( توژماڵ)
یەک توشم هات ( فد
رجال)
... تاد
بەڵام کە لەگەڵ عەرەبێکا
قسەدکەن ، ئەوا بە عەرەبی وەکوو ئەوان ، ﮐﮫﭼﯽ لە نێوخۆیانە بەم شێوەیە
دەدوێن ... ))
- أي
ماترجمته :
(( أما عشيرة رواو – ريبوار – أو (ملختاوي) والتي
تعيش متشظية ، أي مبعثرة حوالي مدينة:
الكوت، وعبادان ( في ايران احدى، مدن اقليم الاحواز) وبدرة، و جسان، ودياله ،
والحلة و النعمانية، والمسيب، والكوفة، و خورم شهر (اي المحمرة /احدى مدن اقليم الاحواز في
ايران) والاحواز (مركز محافظة خوزستان / عربستان، في ايران). فانهم يتكلمون بطريقة
يستطيع بها الكورد والعرب ان يفهمونهم بها . كمثال: -
کوشتنەم : كتلوني
سەرم برین : ذبحونى
او
كمثال اخر : ياشيخ ياشيخ يا ( توژماڵ )
یەک
توشم هات ( فد رجال) ... الى
اخرة
ولكن في حالة ما اذا كانوا مع العرب ، فانهم
يتخاطبون معهم بالعربيه . وفي حالة ما اذا كانوا
بين بعظهم البعض فبتلك الصورة التي بيناها لكم . )) انتهى
*** كتاب البلدان، احمد بن واضح الملقب باليعقوبي ، المتوفي سنه
292ه / 745م ، صفحه 6 ، طبعة ثالثة النجف الاشرف، 1957م
(16)
مجلة الدليل، العدد الثالث، النسخة الأولى عدد جمادي
الأول- جمادي الثانية سنة 1425هـ 15 آب 2004م، موضوع الأبجدية الكوردية بقلم زين
النقشبندي، راجع الصفحة (35).
الفصل الثالث
مسألة تاريخية، قابلة للتأويل والمناقشة
يتبادر إلى
الأذهان، سؤال ملح وهو: "ماهي العلاقة بين لقب الـ"پَهلَوي" لدى
آخر عائلة مالكة في القرن العشرين في إيران، ومُسمّى پَهلَوي، أو فَهلَوي الذي نحن
بصدد هذه الدراسة عنه، وهي الأصل الأول لكلمة فيلي، كما توضّح من خلال المواضيع
السابقة؟!
الجواب:-
لاعلاقة
جوهرية؟! سواء عرقية أو سلالية بين لقبّ الشاهات "الملوك الأواخر، في تاريخ
إيران الحديث"!! والذي سقط حكمهم عام "1979م" وإسم "فَهلَوي، پَهلَوي"
الاصل التاريخي القديم لاصطلاح الفيلي الحديث .
لان الشاه
الإيراني، وهو "رضا خان پَهلَوي" مؤسس الأسرة المالكة الأخيرة في تاريخ
ايران المعاصر يرجع بنسبه إلى عشيرة بالاني "بالباء المعجمة التي تشبه الحرف "P" في اللغة
الإنكليزية من حيث النطق"؛ وهي إحدى العشائر الفارسية التي أقامت في منطقة
"مازندران" - منطقة "سوادكوه"- جبل الفرسان شمال إيران بالتحديد
، وهذا مايؤكده ملك الشعراء "بهار" بكلية الآداب جامعة طهران "في
سبعينيات القرن المنصرم، بداية السبعينيات على الأغلب".
فلا علاقة
عرقية أو سلالية واقعية كما قلنا بين لفظ "بالاني- ثالآنى بالإملاء الكوردي". إسم العشيرة الأصلية التي يعني إسمها
"القربوس" أي الحزام الذي يوضع حول بطون الخيل، لغرض ربط السرج وعدم
ميلانه إلى أحد الجانبين. "وبين لقب الپَهلَوي الذي يأتي بمعاني مخالفة، تماماً
لمعنى القربوس، الذي بيّنا معناه والغاية من إستعمالاته".
وهذا هو معنى
كلمة بالان إذن، أو ثالآنى التي تأتي للنسبة ليس أكثر، ومنهم من يفسّر الاسم بمعنى
الإجلال وهذا خطأ شائع انا نفسي قد وقعت فيه، وذلك في الصفحة 120 من الموسوعة
اللغوية حول تاريخ الكورد الفيليين، الصادر في بغداد عام 2010م، على العموم، المعنى
السابق الذي أشرنا إليه هو الأرجح، بل الأصح بكل تأكيد. وبالاني بعد ذلك هو لقب العشيرة
التي كان ينتمي أو ينتسب اليها الشاهات، والملوك الأواخر في تاريخ إيران المعاصر
بين أعوام "1925م/1979م" غير أن المتزلفين للبيت الإيراني المالك في
حينه، حاولوا إرجاع نسب الأسرة المالكة الأخيرة إلى إسم أسرة حكمت في إحدى إمارات
إيران أيام الساسانيّين، باسم "پابندي پَهلَواني" أو "پاواني پَهلَوي"؟!
ليضفوا على إسم الشاهات المتلقبين بهذا اللقب الفضفاض نفخة من الأبهة الكاذبة،
وهالة براقة من العظمة الزائفة، على عراقة الأصل، وعلو النسب.
لقد تمّ
الخلط بين لفظ " ثالآنى" من قبل المصادر شبه الرسمية في
إيران، في العقد الخامس من القرن الماضي، ولفظ پَهلَوي "كما ذكر ذلك الدكتور
كمال مظهر أحمد"([1]).
وكان ذلك بطبيعة الحال، على حساب الحقيقة التاريخية التي تشوه ماهية هذا الاصطلاح
"أي الپَهلَوي" ودلالاته الحقيقية كما قلنا.
قدم
خير (من عشيرة قليون اللكية)إحدى أشهر الثائرات الكورديات في كوردستان الشرقية ،
قادت في بشتكو عام 1929، ثورة عارمة ضد شاه إيران
إن الذي
يؤكّد أنّ لاعلاقة جوهرية وثيقة تربط ملوك إيران الپَهلَويّين في القرن العشرين
المنصرم، بهذا اللقب والذي لايخصّ الفيليّين من بين الكورد
|
|||
لوحدهم، بل معهم الكورد قاطبةً في ماضيهم البعيد
وتاريخهم القديم. والكورد فقط دون غيرهم من الأمم والأقوام، هو أن أول "شاه پَهلَوي"
من هؤلاء كما يدّعون، متمثلاً بـ"رضا خان پَهلَوي" هو نفسه من قضى على
إمارة الفيلية عام 1929م.
فلو كانت تربط
هؤلاء الملوك الذين إتخذوا مسمّى الپَهلَوي لقباً رسمياً لهم، صلة نسب حقيقي
بالكورد الفيليّين لما قاموا بذلك في آخر أيام ولاة الفيليّين المستقلين وهو
"غلام رضا خان" على أثر نشوب الثورة اللورية الكبرى بقيادة المرأة
الكوردية البطلة "قدم خير"([2]).
هذا أولاً.
- ثم ان الفروق العرقية، والحضارية بين الپَهلَويّين
"الاشكانيين" من جهة والفرس القدماء من جهة أخرى كانت واضحة منذ أقدم
العصور؟!
والدليل على ذلك ماذكره المؤرخ "طه باقر" في
كتابه "مقدمة في تاريخ الحضارات" حيث يقول:-
".. وكانت([3])
الفروق بين الفرثيّين، وبين الأقسام المتحضرة من إيران فروقاً واسعة، بحيث لم
تستطع تسويتها فترة الحكم الفرثي، بعد مرور أزمان طويلة، وكثيراً ماكان الإيرانيون
المتحضرون يظهرون العداء إزاء الحكم الفرثي وهو ماشعر به الفرثيون (يقصد طه باقر بالفرثيين
الفَهلَويّين أو الپَهلَويّين لفظ إسمهم فيما بعد، لدى الأقوام الأخرى، ومنهم
الأرمن على سبيل المثال، لا على سبيل الحصر) بحيث أنهم لم يعتمدوا، أبان الأزمات
على مساعدة بلاد فارس إنتهى، هذا ثانياً.
من جهة ثالثة: إن التشابه بالنسبة للأسماء بين الأقوام، وألقاب
الحكومات من جهة، وتشابه الأسامي بين أقوام إندثرت، وأقوام حديثة لازالت على قيد
الوجود، أمر له مايؤكده من دلائل وإشارات بحكم ما لدينا من معلومات، وحقائق كثيرة
تؤكد زعمنا هذا، وذلك لايعني بالنتيجة صلة هذه الأقوام من حيث مسمياتها التاريخية بألقاب
بعض الحكومات أو صلة إحداها عرقياً وثقافياً بالأخرى فعلى سبيل المثال:-
(1)
الروم: وهي
تسمية([4])
الأتراك العثمانيّين لدى العرب في العصر الحديث "أيام حكم العثمانيّين"
والتي كانت تطلق في الأصل على البيزنطيين يونانيّو الأناضول" وشعب اليونان
أيام الأمويّين والعباسيّين رغم الاختلاف البيّن الصريح، بل والعميق الغور بين
الروم "اليونانيّون أيام البيزنطيين" وبين الأتراك، والذين لقبوا بالروم
على سبيل التجوز أيام العثمانيّين.
(2)
عدم وجود صلة،
بين أسرة([5])أ
القاجاريّين- القجر "من أصل كوجر" المالكة في إيران في التاريخ المعاصر
التي حكمت بين أعوام 1795م إبتداءاً بـ"أغا محمد" والى عام 1921م
إنتهاءاً بـ"الشاه أحمد القاجاري" إثر الإنقلاب الذي قام به الشاه رضا پَهلَوي
والذي كان في تلك الفترة من تاريخ إيران وزيراً للدفاع، مع مدلول إسم الغجر(5)ب.
(3)
تشابه إسم
الأرمن، وهم من الشعوب الهندوأوربية، مع إسم الأرمان "لفظ الاسم الخاص
بالآراميّين، وهم من الشعوب السامية أو الجزرية". علماً أن لفظ الإرمان، هو
اللفظ القديم للأقوام المعروفة لدينا في الوقت الحاضر بالآراميّين، وقد شاع لفظ
الإرمان لدى العرب قديماً، أيام العباسيّين. ويعتبر إخوتنا السريانيّون هذا الاسم
إصطلاحاً يخصهم بالذات، ولكن قبل دخولهم المسيحية.
(4)
تشابه إسم
الألبان والبانيا، وهي تسمية شاعت أيام الساسانيّين على الآذريّين والأذربيجان
"وهم من الشعوب([6])
التورانية "أي الناطقة بالتركية" مع إسم الألبان والبانيا المراد بها
إحدى الشعوب الهندوأوربية في البلقان من القارة الأوربية.
(5)
تشابه إسم
العجم المراد بهم في إيران "الفرس" فقط عدا تسمية إقليم فارس- الخاص
بالقومية الفارسية لدى بعض الإيرانيّين باسم "عجمستان" حسبما سمعت ذلك من
بعض الأسرى العائدين من الحرب مع إيران بين أعوام "1980م/1988م" مع
مدلول كلمة "العجم" التي يراد بها الأجنبي غير العربي سواء كان فارسياً أو
لم يكن لدى العرب حالياً، التي تشير، إلى عجمة اللسان أو الرطانة- وهو الكلام
الأجنبي غير المفهوم.
(6)
تشابه إسم
الألمان الشرقيّين، في القرن التاسع عشر الميلادي، المسمون بالبروس نسبةً إلى
بروسيا مع إسم البروس الأصليّين، الذي لا يمتون بصلة عرقية أو لغوية إلى الألمان
"سواء كانوا شرقيّين أم غربيّين قبل الاتحاد"([7]).
علماً أن البروس الأصليين يمتون بصلة قومية إلى اللتوانيّين- شعب لتوانيا،
واللاتفيّين "شعب لاتفيا" من شعوب جمهوريات البلطيق "نسبةً إلى بحر
البلطيق، الذي تطل عليه هذه الدول أو الجمهوريات" شمال قارة أوربا، وهذا
ثالثاً.
رابعاً- إن جدود الكورد الفيليّين، حين لجأوا إلى لفظ
إسم أمتهم الكوردية "القديم" بلفظ الفهلي "المتطور إلى فيلي"
بدلاً من فَهلَوي، فإنهم قصدوا باتخاذ اللفظ المختزل، وهو فهلي نسبةً إلى فهلة-
بلاد كوردستان أيام الساسانيّين فلاحقاً من العصور([8])
الإسلامية إلى سنة 555هـ/1160م. وهو العام الذي تم فيه إتخاذ إسم كوردستان بدلاً،
أو عوضاً عن بلاد پَهلَوي- فَهلَوي "إقليم الجبال" أيام السلطان سنجارشاه
السلجوقي. هو كي يميزهم ذلك في نظرهم عن غيرهم من الأمم التي إتخذت لقب "پَهلَوي
خور"([9])
إلى جانب باقي الألقاب- لقباً وعنواناً ملكياً إقتبسه الساسانيون أصلاً من أجداد
الفهلية "الفيلية" وهم حفدة وأخلاف الشعب أو الكورد البارثيين، أو
الفرثيّين، ليس إلاّ، هذا رابعاً كما تقدم.
علماً أن
أي ملك أشكاني "أو أرشاكي" نسبةً إلى أشكان، أو أرشاك، مؤسّس الدولة
البارثية أو الفرثية، إن لم يتخذ هذا اللقب أي پَهلَوي أو فَهلَوي، فإنه لم يكن
ليكتسب الشرعية في نظر البارثيّين!
لأن لقب پَهلَوي
كان يذكرهم بوطنهم پَهلَوه "خراسان القديمة قبل الميلاد موطن الكورد
الخراسانيّين"، ولإثبات كون الملك الحاكم من بني جلدة هؤلاء أي من عروق البارثيّين
النقية، كان لزاماً على أي ملك أشكاني، أو أرشاكي أن يتخذ شخصياً لقب الپَهلَوي
عنواناً ملكياً له .
إلى جانب
اللقب التقليدي، وهو أشكان أو أرشاك([10])
الأول، أو الثاني، أو أشكان-أرشاك الثالث حتى نهاية القائمة، حسب ترتيبهم في تسلسل
الحكم.
بينما
الفرس الساسانيون، لم يكونوا من پَهلَوه "خراسان القديمة" بل كان
الساسانيون من إقليم فارس!!
فأين
المصداقية والأمانة باتخاذ لقب الپَهلَوي "أو پَهلَوي خور" وإنما قام
الساسانيون بعمل ذلك لكسب ودّ رعاياهم من الاشكانيّين بعد القضاء على حكم هذه
الدولة ليس إلاّ.
وخلاصه القول ان هذا الملك ، الطاغي الباغي وهو رضا شاه ﭘهلوي ، الذي حكم ايران بين عام 1958م ، حتى عام 1978م قام بسرقه، التاريخ الكوردي كدأب الكثير من ابناء قومه ، ونعرف صفحا عن عرض
الامثله ، لضيق مجال البحث في هذه المسأله .
إن الذي
يثبت أن كوردية الپَهلَويّين كانت من الأمور البديهية والمعروفة، حتى في عصرنا
الحديث، هو ماجاء في العدد الثاني من جريدة "بانكى كوردستان- نداء
كوردستان" أيام الشيخ محمود البرزنجي المعروف بالشيخ محمود الحفيد أيام ثورة
العراق الكبرى- ثورة العشرين، أي حفيد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)".
مقالة بدأت بالجملة التالية:-
ماترجمته:-
"السلام عليكم أيها الكورد، ياقوم پَهلَوي
القدماء".
- كما إن الدكتور بلج*
شيركوه، أقرّ بصلة اللهجة الفيلية بالپَهلَوية، بل بصلة اللغة الكوردية ككل باللغة
الپَهلَوية، إن لم يكن أول من إعترف في القرن العشرين المنصرم من بين الكتّاب
والباحثين بهذه الحقيقة.
في حدود عام 1930م، في كتابه القيّم: القضية الكوردية،
ماضي الكورد وحاضرهم، في الصفحة (16) السادسة عشرة من كتابه المشار إليه.
من ناحية أخرى، سمّى محمد علي عوني في الصفحة (حاء) من
مقدمة تاريخ الكورد وكوردستان، حيث رقّم المؤلف وهو محمد أمين زكي مقدمة كتابه هذا
بالحروف الأبجدية بدل الأرقام؛ اللغة الپَهلَوية بالكوردية القديمة. كما كرر
إقراره بهذه الحقيقة ثانيةً في الهامش أسفل الصفحة 320 من ملخص تاريخ الكورد
وكوردستان.
كما أن محمد أمين زكي، قد خصّص فصلاً كاملاً عن الكورد
الپَهلَويّين بين الصفحات 317 و323 من كتابه أعلاه، ولولا إعتقاده الراسخ بكوردية
الپَهلَويّين، لما كان ليفعل ذلك.
- كما أقرّ عصمت شريف وانلي، بصلة اللهجة الفيلية بالپَهلَوية،
وصلة الأخيرة باللغة الكوردية، في كتابه مسألة توحيد اللغة الكوردية. والذي صدر في
بغداد عام 1960م، في الصفحات 10، 11 الصفحات عشرة، وأحد عشر.
كما أن
شاخوان كركوكي في ترجمتها القيّمة: كورد وعرب، وبريطانيون "مذكرات والاس
لاين، في العراق 1918م/1944م" للمستشرق دي كي، فيلدهاوس.
الذي نشر
في جريدة التآخي، العدد (4347) بتاريخ 3/11/2004م، الحلقة الثامنة، المنشور في
الصفحة السابعة من الجريدة أعلاه؛ تشير إلى هذه الحقيقة!! أي صلة اللهجة الفيلية
باللغة الپَهلَوية. ناهيك عن المؤرخ زبير بلال إسماعيل، الذي إستشهدنا بآرائه
وإستنتاجاته في بداية هذا البحث عبر الفصول السابقة. يضاف إلى ذلك أقوال المؤرخ،
الدكتور جمال رشيد أحمد في الصفحات 521، و522 من الجزء الثاني، والصفحة 563 من
الجزء الأول، والصفحات 291، و592 من الجزء الثالث من مصنفه الضخم، ظهور الكورد في
التاريخ، الذي يؤكد بشدة صلة اللهجة الكوردية الفيلية باللغة الپَهلَوية القديمة.
خلا ذلك
نرى إخوتنا العرب سواء في العراق، أو في الأقطار العربية الأخرى، يطلقون على شعوب
المنطقة تسميتان متمايزتان إحداهما هي التسمية التقليدية المعروفة في المصادر
المتداولة على مستوى الدولة في وثائقها الحكومية والرسمية، عدا مناهجها الدراسية؛ وتسمية
أخرى يتداولها عامة الناس من البسطاء والسكان المحليين.
فالشعب المعروف
في المصادر التاريخية، ومناهجنا الدراسية باسم المماليك، دأب عامة العراقيّين([12])
وبسطاؤهم على تسميتهم بـ(کولەمەند) أو (كوله) فقط، وهي لفظة تركية تعطي
نفس معنى مملوك باللغة العربية.
بتفخيم
الواو، كما هو لفظ الحرف O في اللغة
الإنكليزية، حتى أن هنالك محلة باسم الكولات. وهنا جاءت التسمية على صيغة الجمع
المؤنث السالم أي بإضافة الألف والتاء إلى نهاية الاسم، على مألوف البغداديّين في
تسمية بعض المحلات الشعبية "والمحلة أي الحارة".
كتسمية
المحلة التي نزل بها بنو الأكرع، وهم من عشائر الجبور بالـ"كريعات"([13])
والمحلة التي نزلها العقيليون بالـ"عقيلات"، والمحلة التي تزلها آل عبد
الكريم بمحلة الـ"كريمات"([14])..
إلى آخره.
كما دأب العراقيون،
على تسمية الروس باسم الـ"مسقوف"([15]).
ولاريب أن هذا الاسم ذا صلة باسم عاصمة روسيا، وهي موسكو.
عدا أن
العراقيين أنفسهم، قد أطلقوا على الأتراك العثمانيّين تسمية روم([16])،
رغم إنعدام وجود أي صلة من أي نوع بين الروم، وهم المراد بهم اليونانيّين في عصرنا
الحاضر، والأتراك من جهة أخرى.
ولاشك أن
هذه التسمية، قد أطلقت على أتراك الأناضول مجازاً، لأنهم إستوطنوا الأرض التي
عُرفت لدى أجدادنا في القرون الوسطى ببلاد الروم.
ولبث الألبانيون،
والى فترة متأخرة من القرن الماضي، القرن العشرين، وفي مختلف الأقطار العربية
يعرفون لدى العوام باسم القرناقوط([17])
(الارنا ئوط)، لاسيما في مصر والشام بأقطاره العديدة.
ومع إنتهاء
دور هذه الأقوام، وإنحسار تواجدها إلى درجة كبيرة، فقد إندثرت تسمياتها المحلية
بانتهاء صلتها بالعرب. نتيجة لتراجع العثمانيّين وجلائهم عن البلدان العربية، كون
تواجدها أي هذه الأقوام إرتبط بوجود العثمانيّين أنفسهم ماعدا المسقوف أو الروس.
غير أن الذي
أبقى إسم الفيلي، الفيلية، أوفيلات في العراق، وهي التسمية المحلية للألوار، أو
اللوريّين، هو دوام صلة العراقيّين بهذه الجماعة من الأكراد؛ وهذا مايفسّر بالتالي
السبب وراء تسمية أكراد جنوب كوردستان في إيران باللور، وإقليمهم أو إحدى المحافظات
التي يتواجدون فيها هناك بلورستان، وتسميهم شرائح المجتمع العراقي باسم الفيلية أو
الفيليون، أو الفيليّين.
فلاحظ كم
إمتلك الكورد الفيليّين، من أسباب صلتهم البعيدة في القدم ببلدهم العراق، طالما
بقي إسمهم على الصعيد الرسمي، والشعبي رائجاً متداولاً، حتى بعد إنحسار الاحتلال
العثماني عن العراق.
ذلك أن
وجودهم في هذا البلد، لم يكن مرتبطاً بغزو أجنبي، أو إحتلال غريب عن أهل البلد،
لينتهي ذكرهم مع إنتهاء أمد سيطرة المحتلين كما وقع ذلك مع نسيان أسماء شعوب أجنبية،
أتى بها العثمانيون كالشركس، أو (اللاظ)، والكولمندية، أو المماليك والارناؤط، أو
الألبان. فكم منا في الوقت الحاضر لديه علم بأسماء هذه الشعوب، ومرادفات أسمائها
المحلية بين آباء، وأجداد الجيل الحالي من أبناء الشعب العراقي؟!
لاشك أن
الجواب، هم قلة جداً قليلة، أتت معرفتهم بهذه الشعوب ومسمياتها نتيجة إطلاعهم وقراءاتهم
في كتب التاريخ، والتي بقيت أسماؤها حبيسة هذه المصادر ليس إلاّ.
وبعد كل
ذلك يأتينا من يمنّ على العراقيّين، بعراقيته المتكلفة ليطلب من الكورد الفيليّين
كدليل لإثبات عراقيتهم بالبيانات، والوثائق العائدة إلى زمن الاحتلال العثماني
للإقرار، والاعتراف، وكشرط وحيد، وأساسي دوناً عن أدلة أخرى مهما كانت قوية،
مستوفية لشروطها القانونية، بل الشرعية والوجدانية بالإنتماء لتربة العراق، ولست
أدري بعد كل ذلك، كيف للذي يربط الانتماء إلى العراق بسلطة أجنبية، محتلة، غازية.
أن يعتبر نفسه عراقياً حال هؤلاء المحسوبين، على العراق من الذين ينظرون إلى عهد
الاحتلال العثماني للبلد، وهم غزاة محتلون كنظرتهم إلى سلطة شرعية حكمته.
وإذن
فهؤلاء الذين طالبوا، بالشهادة العثمانية، لم يكونوا إلاّ غرباء عن العراق هم
الآخرين! حال العثمانيّين المحتلين فأرادوا إخراج أبناء البلد من أرضهم بادعاء
عائدية أرض أبناء هذا البلد، إلى أناس غرباء عن العراق وأبنائه، إدعاءاً ماأنزل
الله به من سلطان.
ولنعد الى ما بداناه ؛ ولو امعنا النظر، في التغيرات الحاصلة
في اسماء، الدول في قرننا الحالي. بين القديم الذي اندثر من اسماء ، وحديث استجد
من مسميات لراينا العجب في ذلك . ان الجبل الاسود مثلاً ، بعد ان استقلت عن
الاتحاد، الذي كانت تتشكل منه دولة يوغسلافيا سابقا، قد تسمت ﺑ ( مونتي ﻧﮔرو) !! وان
مقدونيا بعد ان استقلت ، عن يوغسلافيا قد تسمت ﺑ ( كوسوﭭو) . وبورما في جنوب شرق اسيا ، قد تسمت ﺑ ( ماينامار) .
ولاشك في ان هذه المسميات ، سينعكس تاثيرها لاحقا على ،
اسماء الاقوام والشعوب التي ، تشغل حدود هذه الدول، ولاشكَّ كذلك انه بعد مئات ،
أو الف عام ، أو زيادة على هذه المدة . عندما سيتم التطرقخ الى احوال هذه الامم ،
والاقوام وتاريخها سيؤدي بمن يجهل هذه التغيرات ، الى ان يظن بان هذه المسميات ،
القديمه لاتعني هذه الشعوب ولا صلةٍ لها بها ، لامن قريب ولامن بعيد وسبحان
مغيرالاحوال .
هوامش الفصل الثالث
-
راجع كذلك بحوث عن العراق وعشائره، بقلم الشيخ حمود الساعدي، الصفحة
"124" صادر في النجف الأشرف عام 1990م.
-
راجع كذلك دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، الدكتور علي الوردي، بغداد عام
2005م، الصفحة "131".
([5])
أ- أربعة قرون من تاريخ العراق المعاصر، المستر ستيفن
هيمسلي لونكريك، ترجمة: جعفر الخياط، صادر في بغداد عام 1985م، الصفحة
"422".
5ب- بشأن الالتباس الذي يثيره إسم القاجاريّين أو
القجريين مع الغجر- راجع كتاب الغجر تأليف جون بول كليبر، وترجمة: لطفي الخوري،
الصفحة "360" صادر في بغداد عام 1982م.
*
بلج شيركوه، أو الدكتور بلج شيركوه، هو الاسم المستعار
للأمير أحمد ثريا أمين عالي بدرخان الذي عاش بين سنوات (1882م-1938م).
عن الصفحة 168 من الكورد في بلاد الشام ومصر للدكتور
محمد علي السويركي، نقرأ الآتي:-
"وفي القاهرة لعب الأمير ثريا أمين عالي بدرخان،
(1882، 1938م) دوراً كبيراً في خدمة القضية الكوردية فكان يتنقل من أجل ذلك من
القاهرة إلى دمشق، وحلب، والعواصم الأخرى. وكان له الفضل في إصدار جريدة
(كوردستان) بمدينة إستنبول بعد عميّه (مقداد مدحت، وعبد الرحمن بك) بعد صدور
الدستور العثماني عام 1908م، وفي القاهرة في أعوام 1916-1917م، وكان يكتب في هذه
الجريدة تحت إسم مستعار هو (أحمد أزيزي).
وفي عام 1920م أسّس في القاهرة (جمعية الاستقلال
الكوردي) بمؤازرة الطلاب الكورد المقيمين في القاهرة، وومن يدرسون في الجامع
الأزهر.
وترجم كتابه، وطبع في القاهرة من الفرنسية إلى العربية
وهو (القضية الكوردية، ماضي الكورد وحاضرهم، المنشور بإسمه المستعار (الدكتور بلەج شيركوه) من قبل المرحوم محمد علي عوني عام 1930م"
إنتهى.
([15])
مسكوف من أصل (Moskva) صارت تلفظ مسقوف لدى العرب
(بتفخيم الكاف) وهي نفس موسكو الحالية عاصمة روسيا الاتحادية، شاع لفظ مسكوف أو
مسقوف في القرن الماضي، وبدايات القرن العشرين كما كان إسم روسيا مسكوبيا (أو
مسقوفيا في أحيان أخرى) راجع الصفحات 126-127 من ملخص تاريخ لبنان، تأليف: نجيب
مخول، بيروت، 1949م.
راجع كذلك: مجلة ميزوبوتاميا، العدد "11"،
الصفحة "105" الصادرة في بغداد، ولندن عام 2007م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق